تعلمت المرأة السعودية وحصلت على أعلى الشهادات، وتميزت في علمها وثقافتها وفكرها، وأبهرت العالم بإنجازاتها المتتالية، وأعتقد أن من حقها أن تبلغ القمة على مقدار جهدها وتفانيها وعطائها وتميزها. هناك أصوات تمانع وأخرى تشكك في قدرات المرأة القيادية، ومحاولات تترى لغض الطرف عن المتميزات منهن، ورغم أن ضوء الشمس لا يمكن حجبه عن العيون، ولكن تلك التحديات الكبرى التي تواجه المرأة في كل مجال تعمل فيه، ولن أخصص مجالًا بعينه، يولد لدى الطموحات من بنات الوطن مزيدًا من الإنجازات المشهودة رغم الألم والمعاناة، ولكن أيضًا دائمًا من رحم المعاناة يولد الأمل. المرأة على مقاعد الدراسة في ميدان التربية والتعليم؛ أنظر إليها من بعيد وهي تتفوق على قريناتها، وتحرص على الاعتناء بفكرها وثقافتها، ومزيد من العلم والخلق والأدب رأيتها وهي تكبر ومعها أحلامها التي كانت صغيرة فكبرت، لأنها تمتلك قدرات عالية تميزت ونالت إعجاب كل معلماتها وأستاذاتها، ومن ثم من تولوا الإشراف على عملها، لأنها أخلصت من صغرها، ولأنها لا تريد إلا التميز رفيقًا لدربها، وها هي اليوم تجد جزءا من البرواز قد كسر وتحطم لأن مجتمعًا ما زال يحكم فيه منطق ذكوري يُشكِّك في قدراتها، ولكن هيهات لمثل هذه المرأة أن تستسلم وغيرها كثير من بنات الوطن يعانين من تسلط ومن إقصاء ومن تهميش. أقول لابنتي على مقاعد الدراسة كوني واثقة في نفسك، لأنك الأمل في غد أفضل، أنت لست نصف المجتمع المهمش، أنت كل المجتمع، بدون عقلك وفكرك وثقافتك وعلمك سيكون هناك خلل كبير، لن يستطيع المجتمع أن ينحيك جانبًا لأنك المعنية بتربية الرجال. لا بد أن تكون طموحاتِك عالية جدًا، فزمانك هذا وعمرك اغتنميه ولا تضيعي الفرصة، هنيئًا لَكُنَّ بنات اليوم، فما سيُتاح لَكُنَّ ربما حلمت به ابنة الأمس فلم تجده. الحياة فرصة فاغتنميها، ولكن فيما يرضي الله عز وجل أولًا وأخيرًا، وتأكدي أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. طريق النجاح لن يكون أبدًا مكللا بالورود، بل يحتاج لكثير من الصبر والتحمل حتى تصلي لهدفك المنشود، المهم أن تخططي جيدًا وتُحدِّدي الهدف وستصلين بإذن الله أن سرتِ على الطريق القويم. لكل النساء في وطني ولكل من واجهت كثيرًا من الصعوبات والتحديات، اصبرن فلعل الله يأتي بالفرج القريب، وسنظل نجتهد ونعطي ونُحقِّق مزيدًا من الإنجازات من أجل الوطن ومن نحب، لأننا على يقين بأننا نستحق مواقع الريادة والقيادة في كل مجال نبحر فيه. هذه كلمات وخواطر جالت في عقلي عندما تذكرت القرار التاريخي للملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- قبل عام تقريبًا وهو من يُدعم المرأة وهو يزف لها خبر حقها في الترشح للانتخابات البلدية والمشاركة في مجلس الشورى، دمت قائد مسيرتنا بخير وعافية، ودام الوطن في أمن وسلام. [email protected]