في يوم تاريخي لن تنساه المرأة السعودية، يوم الأحد الموافق 27 من شوال لعام 1432للهجرة، حقق ولي الأمر عبدالله بن عبدالعزيز لكل امرأة طموحة غايتها وسعادتها ورغبتها في خدمة الوطن، عبر بوابة مجلس الشورى، وبوابة المجالس البلدية؛ حتى يتحقق لها قدر كبير من أحلامها الكبيرة التي لطالما حلمت بها الكثير من النساء في وطني، لتشارك الرجل في صناعة القرار، ودفع عجلة التنمية، والوطن -ولله الحمد- يضم نخبة متميزة، وكوكبة من بنات الوطن اللاتي أسهمن منذ عقود في خدمة الوطن، وهن رموز يُشار لهن بالبنان في مواقع معروفة، وإن كانت المجالات المتاحة محدودة. ولكن بصمات المرأة السعودية واضحة وماثلة في داخل الوطن، وفي المحافل الدولية لها أيضًا صولات وجولات رغم كل العقبات التي تعرضت لها الكثير من النساء في مجتمع فرض قيودًا على حركتها وعطائها لنظرة قاصرة من بعض فئات المجتمع التي ترى أن المرأة غير مؤهلة لتحمّل المسؤولية، وأنها ذات فكر ورأي قاصر، ولابد أن تكون تحت الوصاية، ولا يرون في رأيها ومشورتها بد، أو عقل مفكر مدبر مبصر بعواقب الأمور، ولا يؤخذ بشهادتها، وتلك أمور ما أنزل الله بها من سلطان، إنما هي إرث لا قيمة له، ولا معنى في زمن يُعتد فيه فقط بأصحاب العقول النيّرة المفكرة لكل إنسان مهما اختلف جنسه أو لونه، دون أن نفرّق أو نميّز بين ذكر وأنثى، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، ونعم الكلمات نطق بها خادم الحرمين الشريفين عندما استشهد بمشورة رسول الله لأم المؤمنين أم سلمة في صلح الحديبية. بعض الرجال في وطني يحتاجون إلى قراءة جديدة للسيرة النبوية الشريفة، التي تُعلي من قدر المرأة، وتحترم عقلها ورأيها وفكرها، ورسولنا يحث الأمة كلها على أخذ العلم الشرعي من أمّنا عائشة بنت أبي بكر التي نقلت إلينا حياة وسيرة نبينا محمد في بيته، ومع أهله، وكانت -رضي الله عنها- الفقيهة المعلمة للرجال من صحابة رسول الله، وهي حبيبته، وراوية الحديث الشريف الذي خلّد لنا سيرته العطرة. هنيئًا لبنات الوطن ثقة ولي الأمر، ومن سويداء قلب كل امرأة نقول بصوت واحد: شكرًا من الأعماق يا مَن أوليتنا جل اهتمامك، والأكف تُرفع ليلاً ونهارًا، وتلهج الألسنة بالدعاء لك بأن يرفع الله قدرك في الدنيا والآخرة كما رفعت قدر المرأة في كلامك، وفي قراراتك. رسالة صادقة إلى كل رجل في وطني: أنتم مَن يُعوّل عليكم تنفيذ هذه القرارات الحكيمة، دون وساطة عائلية، ولا مجاملة أو محسوبية قبلية، أو تصنيفات فكرية، المقاعد المتاحة للمرأة في مجلس الشورى، والمجالس البلدية الأحق والأجدر بها مَن تمتلك مقومات وخصائص القيادة الحكيمة الفاعلة، ذات الخبرة والكفاءة والدراية، وحسن العمل والقدرة على تحقيق الإنجاز عبر ممارسات ومشاريع ومساهمات وطنية يُشار لها بالبنان، دون تحيّز، أو تفريط، أو تضييع لحقوق أحد. انتهى زمان تُنتهك فيه حقوق المرأة، والتقليل من شأنها حين أعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز ميلاد زمان جديد، وإشراقة شمس لا تغيب في سماء وطني، سيحفل بمشيئة الله بعطاءات متميّزة، وإبداعات وأفكار مبتكرة للمرأة السعودية، التي سيكون لها شأن كبير في كل محفل، وفي كل مجال. لك سيدي خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز كل الحب والولاء والسمع والطاعة، ونعاهدك على أن نقوّي عزيمتنا، ونعلي همّتنا، ونحن بناتك على العهد والوعد باقيات، نرضي ربنا جل جلاله في علاه، نفخر بديننا الذي أكرمنا، ونقيم حدوده، ولا نتجاوز ضابطًا شرعيًّا، نخاف الله فيما أؤتمنا عليه، ونحن بمشيئة الله على قدر المسؤولية التي أنيطت في أعناقنا، وإنا على أدائها لقادرات بحول الله وقوته، وما توفيقنا إلاّ بالله. دمت لنا ملكنا عبدالله بن عبدالعزيز بكل خير، ففي عهدك سطّر التاريخ أمجادًا وإنجازات، وللمرأة مكان ومكانة يشهد بها القاصي والداني.. أدام الله عزّك، وأطال الله عمرك. [email protected]