حلم يراود كل محبي المدينة النبوية وساكنيها أن تكون الجامعة التي تحمل اسم طيبة الطيبة من أفضل الجامعات وأكثرها التزاما بمعايير الجودة والتميز في الأداء الفني والمهني والاداري وفي مخرجاتها التعليمية التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل خاصة وهي اليوم على موعد مع عهد جديد بقيادة معالي مديرها الدكتور عدنان المزروع. التحقتُ بالجامعة عندما كانت كلية للتربية تابعة لجامعة الملك عبدالعزيز وحينها كغيري من الطالبات والطلاب كنا سعداء وفخورون بما تمتعنا به من مبان جامعية تختلف عن مباني المدرسة ومعامل مجهزة ومرافق ومكتبة مركزية رغم قلة الإمكانات والموارد لكنها كانت تلبي احتياجاتنا إلى حد ما بما يتناسب مع متطلبات ذلك الوقت، وكنا نطمح للمزيد. سيبقى خالدا في ذاكرتي تلك المدرجات والقاعات المخصصة للمحاضرات والمرافق المتعددة من المكتبة ومبنى للمعامل وآخر للمطعم أو ما يعرف بالكافتيريا، وتلك المساحة الخضراء التي كنا نجلس فيها ونحن ننتظر موعد محاضراتنا. وتمر الأيام وبعد سنوات أعود لزيارة جامعتي فأنكرتها وبحثت عن أطلال قديمة اشتقت إليها فوجدت عجبا لم تعد المباني كما كانت ولا المدرجات كما عهدت بل أصبحت صغيرة وخاصة مبنى كلية الطب حتى المباني القديمة تهالكت وأصابها ما أصابها فاستغربت كثيرا ماذا حل بجامعتي؟! لماذا هذا البطء في تنفيذ بعض المشاريع، ولماذا تغيّرت المواصفات، والمساحات صغرت رغم تزايد أعداد الطلاب والطالبات؟!. أقول لمعالي مدير الجامعة الجديد باسم أهل المدينة الذين يدعون لك بالتوفيق والسداد والتأييد والعون من الله: إن أبناء وبنات المدينة وأعضاء هيئة التدريس يحلمون ببيئة تعليمية جاذبة تتوفر فيها المباني الجامعية المكتملة التجهيزات والمتميزة في تصاميمها والتي توفر لهم كل متطلباتهم العلمية ومكتبة يتوفر فيها آخر المستجدات من الكتب والمراجع والأبحاث العلمية المتخصصة. كما يحلم الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس بمرافق ومواقف خاصة وتشجير لأروقة الجامعة ليحصل لهم جمال المنظر وراحة الروح لترتقي مع الفكر والعلم والثقافة. والحلم الأكبر هو التواصل مع معاليكم في كل وقت متاح بدون حواجز ولا بروتوكولات تمنع وصولهم إليكم. يحتاج الطلاب والطالبات إلى منبر خاص بهم يتحدثون من خلاله عن آمالهم وطموحاتهم وأفكارهم التي يريدون أن تتحقق ولا غنى لهم عن رأي ذوي الخبرة والتخصص، هم بحاجة إلى من يثق فيهم وفي قدراتهم. كم أتمنى أن يكون هناك برنامج خاص تتبناه الجامعة لإعداد جيل من القادة من فئة الشباب من الجنسين وكلي ثقة في أبناء طيبة لقيادة وريادة مسيرة البناء والتنمية بجانب أبناء كل منطقة ومحافظة في ربوع الوطن الغالي. جامعة طيبة من الجامعات المحدثة في الوطن وهي في طور النمو وعلى يديكم بإذن الله سيتحقق الحلم. [email protected]