يقول محمد عبد العليم مرسي في دراسته المقدمة لمكتب التربية العربي لدول الخليج عام 1985 م بعنوان التعليم العالي ومسؤولياته في تنمية دول الخليج العربي ( إن هناك حلقة مفقودة بين الجامعات وبين مشكلات مجتمعاتها,وأن الحقيقة القائمة أمام الجميع هو عدم الفاعلية أو عدم التفاعل ) , ونحن في 2012 م , أتساءل هل تغير شيء .!؟ لايشك أحد أن مسئولي التعليم العالي جميعهم إبتداء بالأستاذ الجامعي وإلى قمة الهرم هم من المجتمع نشأوا وتربوا فيه , إلا أنهم أوكل اليهم - بحكم التخصص أو التعيين أو الممارسة - وضع سياسات واستراتيجيات التعليم العالي وخططها التنفيذية وقاموا كذلك على تنفيذها . ومادام الحال كذلك فما هو نوع العلاقة بين المجتمع الذي يرسل أبناءه وبناته إلى الجامعة وبين مسئولي التعليم العالي. . ؟! أهي علاقة توافق وشراكة ونقد بناء وتواصل دائم أم غير ذلك؟ ولكن لكي نؤسس لتلك العلاقة نحتاج إلى الإجابة على عدد من الأسئلة قبل ذلك . هل حقق التعليم العالي ممثلا في جامعاته مفهوم " الشراكة المجتمعية " حقيقة ؟ أم هو شعار تمارسه بعض الجامعات جزئياً أو بصفة تجميلية . هل ماتقدمه الجامعة من خدمات للمجتمع كالدورات وورش العمل تنطلق من خطة وطنية " للتنمية المستدامة " ؟هل تلك الخدمات تهدف إلى دعم مفهوم " التعلم مدى العمر " و " التعليم المستمر " و " التدريب التأهيلي " و"التدريب التعاوني " وابتداء : هل سألنا المجتمع عما يريده من تلك الأنشطة أم أن "خبراء التعليم العالي" أعلم و أحكم ! , ولنرجع لمهمة الجامعات الأولى وهي التعليم والتدريس , هل ذهب واضعو الخطط الإستراتيجية إلى المجتمع بكافة شرائحه وسألوه عن رأيه في ماذا يريد وكيف يتصور أن تكون عليه مناهج التعليم العالي في هذه الجامعة أو تلك؟ . إن من يراجع أدبيات علماء التربية حول مفهوم الشراكة المجتمعية سيجد الكثير من التعريفات إلا أنني أنظر إليها كمفهوم حقيقي للشراكة بين طرفين يربطهما مصير واحد , أساسها الثقة والتفاهم ووحدة الهدف وتوحد المصالح وقبل كل شيء ولاء حقيقي من الجميع للوطن . إن هناك العديد من دراسات " الشراكات المجتمعية " يجدر أن يطلع عليها كلا الشريكين .." المجتمع " ومسئولو التعليم العالي " ومنها دراسة د / فهد السلطان بعنوان ( المتطلبات الهيكلية والتنظيمية لشراكة مجتمعية فاعلة ) . . وبالله التوفيق. * وكيل جامعة الطائف للتطوير والجودة