في مثل هذا الوقت من السنة - وفي كل عام - يبدأ الطلبة رحلتهم الى عالم جديد مليء بالاثارة والترقب والخوف من المجهول, وذلك حين يتقدمون بأوراقهم الرسمية للقبول في احدى الجامعات , بعد أن أنجزوا مشوارهم التمهيدي وعلى مدى اثني عشرعاما. وللحق فهي رحلة إلى المجهول ودعونا نبحر معهم افتراضيا فيها. هذا الطالب أو الطالبة لايعرف الوجهة التي يستعد للإبحار إليها . . أهي الطب أم الحاسبات أوالعلوم أو التربية , أم هي رغبات الوالدين أو لمجاراة زملاء الدراسة ومن ثم يسأل نفسه هل أنا إبتداء جاهز لهذه الرحلة وهل أملك كل المقومات للإبحار فيها. . هل أوراقي الثبوتية ( الثانوية العامة والقدرات والتحصيلي ) تكفي وهل تمثلني (حقيقة !) وهل ستضمن لي مقعدا أختاره بنفسي في هذه الرحلة؟ ام أنني بحاجة إلى شيء من الزاد والمؤونة فيما يسمونه ( السنة التحضيرية ) ؟ هل لاتكفي أوراقي السابقة؟ وهل لو اجتزتها سأنال المقعد الذي طالما حلمت به ؟ ام إن الرحلة لن تبدأ حقيقة إلا بعد أن أجتاز ( السنة التحضيرية )؟ إذاً هي رحلة إلى عالم المجهول بحق!. ويحق لأحد هؤلاء المشاركين في الرحلة بل كلهم أن يتساءل . . لمَ لم يأت أحد من الجامعات إلينا- ونحن في مدارسنا المتوسطة والثانوية - ويحدثنا عن رحلة العمر وعن الطب وأسراره والهندسة وورشها والاداب وإبداعاتها والحاسبات وعوالمها ؟ حتى نتلافى تلك الاخفاقات المحتملة في رحلتنا القادمة .وبعد فإنني وقد أبحرت وإياكم في لجج مخاوفهم و استمعنا سويا إلى نبضهم وتخوفاتهم لأؤكد أن أبناءنا يستحقون منا جميعا أكثر مما يحدث لهم و يستحقون أن يكون لديهم اطلاع كامل عن الحياة الجامعية . إنهم يستحقون أن تبعث الجامعات بمسئوليها إلى المدارس ويجلسوا مع الطلاب مرات ومرات . إنهم يستحقون أن يدرسوا في التعليم العام الكثير من المواضيع كاللغة الانجليزية ومهارات الاتصال وأساسيات البحث العلمي والطرق العلمية للإبحار في الإنترنت بغرض التعلم إنهم يستحقون أن يبدأوا في صياغة مستقبلهم وهم في السنوات الاولى في التعليم العام وليس بعد أن يقبلوا في الجامعة. إن من حقهم أن نجسر الفجوة بين التعليم العام والتعليم العالي , إننا بحاجة إلى أن يجلس مسئولونا في التعليم العام والتعليم العالي سويا للربط عمليا بين المرحلتين . إنهم أمانة وإنهم المستقبل فهل نعي ذلك جميعا ؟ وبالله التوفيق.