هي تجربة شخصية وليست نسخة من كلام أوتجارب آخرين، ولا مستخرجة من الكتب أو مقصوصة من مواقع إنترنت، تجربة أجد من الضروري الحديث عنها والدعوة إلى ممارستها لكل من يمتلك جهاز جوّال أوله صلة ببرامج التواصل الاجتماعي المعاصرة من خلال الإنترنت وغيرها، ولأني وجدت جوانب إيجابية كثيرة لها وأتوقع من ورائها نتائج طيبة وعميقة عبر الوقت أردت استعراضها والإشادة بها، لعل المتخوفون والمتوجسون منها أوالموهومون دومًا يشعرون بشيء من الطمأنينة ليُبادروا فيقتحموا هذا العالم وبشيء كثير من التفاؤل والصدور المفتوحة والعقول المنطلقة ليعيشوا متعة جميلة ويضيفوا صفحات جديدة إلى حياتهم مع الإحساس بدماء ساخنة تسري في عروقهم، ودرجات عالية من الأجر والثواب تُضاف إلى موازين أعمالهم بإذن الله، فقط بعد تجديد النية وعقدها على أن هذه الممارسة والمبادرة هي جزء من أعمالهم الصالحة التي تكتب لهم في حسناتهم!! ولأني مارست هذه التجربة بصورة مباشرة ومازلت أعايشها بكل معاني الانفتاح فقد أحسست فعلا بإيجابياتها الكثيرة من وقت مبكر، فعندما بدأت استخدم برنامج «واتس أب» Whatsapp منذ أكثر من عام لم أكن أعرف مدى الاستفادة منه بقدر ما وجدته الآن، ففي البداية أخبرني عنه بعض الأصدقاء بأنه برنامج اتصال مجاني يمكن أن ترسل منه رسائل مجانية مع إمكانية إرفاق صور ولقطات فيديو، وكنت متخوفًا وغير جاد في محاولة الاستفادة الحقيقية من البرنامج، ولم يكن يخطر على بالي التوصل من خلاله إلى عقد صداقات وروابط اجتماعية وتقوية العلاقات الاجتماعية القائمة بين أفراد الأسرة الواحدة المتباعدين سكنًا، بل وحتى الذين لم يروا بعضهم البتة رغم وجود علاقات عائلية وأسرية ونسب بينهم، واليوم وبفضل الله تمكنت من إنشاء مجموعات كثيرة تربطني بأفرادها علاقات عمل أوزمالة أوصداقات، وأخرى داخل أسرتي وعائلتي وكنت في هذه المجموعة محور العلاقات باعتبار الجميع يعرفونني وطالبت كل فرد في هذه المجموعات بالتعريف بنفسه وبعلاقتي به لكي يعرفه الآخرون، وتأكيدًا لمدى استجابة أعضاء المجموعات لهذه الفكرة فقد طالب بعضهم الآخرون إرفاق صورته الشخصية كي يعرفه الأعضاء المشاركون، والحمد لله فإني اليوم أشعر بمتعة رائعة جراء نجاح هذا المشروع الرائد الذي يهدف إلى تنشيط الروابط الاجتماعية بين الناس عامة وبين الأهل والأقارب والأصدقاء خاصة، كما نشأت علاقات جديدة بين من لم تكن لهم أية علاقة، وكان من بين تلك المجموعات مجموعة إعلامية وكانت تجربة ناجحة إلى حد كبير يتبادل فيها الإعلاميون أفكارًا تُطرح للنقاش أويبعث فيها بعضهم روابط مقالاتهم المنشورة في الصحف المحلية ليناقشها الزملاء الآخرون، وأحيانًا تطرح قضايا قبل النشر للاستفادة من وجهات نظر بقية الأعضاء، ومن ثمرات هذه المجموعات تذكير البعض بأصدقاء غابوا عنهم سنوات أو فرقت بينهم ظروف الحياة من دراسة خارج المملكة أو ظروف العمل والمعيشة فوجدوا أنفسهم فجأة يستعيدون تلك العلاقات ويسترجعون ذكريات مضت عليها سنوات طوال! هذه بعض فوائد برنامج الواتس أب، وربما أعود مرة أخرى للحديث عن الفيس بوك فهو ليس أقل أهمية وله نتائج جميلة ورائعة في التواصل الاجتماعي، وإلى اللقاء في الفيس بوك بإذن الله. [email protected]