دعوني في البداية أشكر وزيري الدكتور عبد العزيز خوجة على أن جعلني أفتح لي صفحة في (الفيس بوك)، وذلك بعد اللقاء الذي أجراه معه الزميل عضوان الأحمري وتطرق فيه للعديد من القضايا الإعلامية وبعض شؤون وزارة الثقافة والإعلام. وجدت أنه لزام عليّ فتح هذه الصفحة لكي أتابع على الأقل ما يكتبه الوزير وما يثار من تساؤلات وما يكتب من موضوعات، خاصة أني كلفت بالعمل متحدثا رسميا باسم الوزارة. بدخولي عالم (الفيس بوك) وجدت أنني أتنقل في عالم جديد من الحوارات والتواصل مع أطياف مختلفة من مجتمعنا ومع أطياف أخرى خارج الحدود.. هناك طرح لموضوعات لا يحدها تخصص، وهناك عرض لصور شخصية وأخرى للمناسبات، وثالثه للتعريف ببلاد أو منشأة معينه، لديك الحرية كاملة أن تضع صورتك أو تحجبها، ولديك الحرية أيضا أن تكتب ما ترغب أن يقرأه الآخرون عنك... لا اشتراك، لا حواجز، الأصدقاء تضيفهم باختيارك ومتى ما وجدت أنهم غير مناسبين فبإمكانك حذفهم من القائمة. وسيلة مجانية توفر لنا كل هذه الإمكانات وأكثر حرى بنا أن نستفيد منها في التواصل مع الآخرين، وأن ندافع في صفحاتها عن قضايانا ونشرح وجهة نظرنا حول أية فكرة أو قضية... وأنت فاتح صفحتك على (الفيس بوك) تتفاجأ بأن بعض من أضفتهم كأصدقاء هو من بلاد بعيدة عنك ومن حضارة مختلفة ويود أن يعرف عن شخصك أو بلدك أو مؤسستك بعض المعلومات. على الرغم من حداثة فتح صفحتي إلا أنني تلقيت رسائل وفتحت معي نوافذ للحوار من أصدقاء من دول متعددة في العالم، وقد كنت سعيدا بأن أحدهم من أذربيجان كان يتحاور معي وليس لديه لوحة مفاتيح باللغة العربية فكان يستخدم لوحة مفاتيح إنجليزية مستعينا بأحد برامج Google للكتابة العربية، وخلال حواري معه عرفت أنه من أصل عربي أقام في لبنان خمسة عشر عاما ويشتاق كثيرا للتواصل مع أبناء لحمته في الدول العربية. معالي الدكتور عبد العزيز خوجة قدم مقالا نموذجيا في كيفية الاستفادة من (الفيس بوك) للتواصل مع الجميع والإجابة عن استفساراتهم وتحقيق ما يستطيع من مطالبهم، كان يتحفنا أيضا في كل يوم في رمضان بنفحات إيمانية يتابعها الكثيرون ويسألون عنها لو تأخر ظهورها، إضافة إلى ما نقرأ من خواطر وخلجات شعرية تجود بها قريحته. قرأت أن مزيدا من الوزراء بدأوا، أو في طريقهم لفتح صفحات لهم في (الفيس بوك) وهذا ما نريده بعد نجاح تجربة الوزير الدكتور خوجة، ولكن علينا التأكد من أن الهدف وآلية التعامل مدروسة بعناية لتحقيق أفضل النتائج. الوزراء وكبار المسؤولين عليهم أن يأخذوا في الاعتبار أن هناك سيلا عارما من التساؤلات والتعليقات والطلبات ستنهال عليهم من كل من له حاجة أو لديه رغبة في الحصول على المعلومة أو راغب في التواصل، وإذا لم يكن التجاوب بحجم فرحة ومتطلبات المستفيدين والمنتظرين له فستكون النتيجة سلبية ونخسر وسيلة بين أيدينا يراهن الكثيرون على نجاحها واتساع رقعة انتشارها. [email protected]