إلى إنسانة رحلت عن عالمنا خلسة لتترك في صدورنا جرحا غائراً وحسرة اكبر من أن تلتئم ومن ينسى الحب ومن يعشق الفراق اللهم إني اكتب حزني فوق السطور وأحمل يدي وكلي يتذكر من كانت أماً حقيقية لحبنا ,لفرحنا, للعبنا ,لطفولتنا, لسهراتنا التي كانت تقتلها وهي تبتسم وتنهكها وهي تخبز لتقدم لنا وأبناءها وجبة دسمة من صنع يديها لنأكلها ومن ثم نمضي تاركين لها كل شيء لنعود بعدها ونجدها وهي ما تزال في انتظارنا، أحدثكم اليوم عن امرأة ثوت في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان لتترك لنا إرثا وسيما لكل ما قدمته من خلالها من جمال يفوق الوصف وأي جمال يوازي جمال روحها الطاهرة ، نعم هي امي الثانية، هي امي الأخرى ،هي امي الفاضلة ،هي التي لم تنجبني وهي سيدتي التي أهدتني من خلال إنسانيتها صورة للأم التي صنعت من تمر يديها فرحا لأبنائها وبناتها وأحفادها الذين شقوا طريقهم للنجاح لتقدم للوطن أجمل الرجال وأنبل النساء وفي مقدمتهم أخي الكبير موسى عمر زيدان والعميد الدكتور محمد عمر زيدان والأستاذ احمد والمهندس يحيى ولكل منهم قصة نجاح وسيرة إخلاص في خدمة الوطن بحب ورثوه من خلال أب رحيم وأم عظيمة هي أمي السيدة ( زهراء على اليحياوي ) هذه الأم التي كتبت اسمها بمداد الإحسان ورحلت وقلبي وكل من يعرفها يحبها ويسأل الله لها الرحمة والغفران ولإخوتي أبنائها وبناتها وأحفادها أقول إن كنت قصرت معكم في شيء فالعذر منكم فاقبلوه مني بحب وتقبلوا مني كل حبي الذي يوازي حزني ويفوقه بغياب أجمل زهرة في الكون وأطيب أم عرفت !!!...،،، العذر منكم قارئاتي وقرائي إن كنت أثقلت عليكم اليوم بحزني هذا في أيام عيد وفرح لكنه الحزن يولد في أي وقت يشاء دون أن يكترث أبدا بالفرح والدليل ما حدث والحمدلله لكني مؤمن جدا بأن من كانت تصوم الاثنين والخميس والأيام البيض ومن الود قدمت للناس الود والدين المعاملة ومهما قلت عنها أظل أحاول أن ارسم بعض ملامح حسن لحزن أليم وغياب لم يكن عاديا ليس إلا لأنه فاجأنا فكانت الصدمة اكبر وكان الحزن اكبر من كل الكلمات والأمل في أن نحمل عن آبائنا وأمهاتنا جينات الحسن لنكون بذلك صورة أخرى لجمال الإنسان الطبيعي الذي يصنعه الإنسان في حياته تماما كما صنعت من حبها مدنا من فضيلة وحدائق من وفاء ومثل هؤلاء هم التاريخ الذي يجب ان نحمله في صدورنا للأبد ومثل هؤلاء هم اهم الناس الذين قدموا لنا كل ما يهمنا ليس إلا لأنهم تعبوا من اجلنا يوم كانت أيامهم اصعب من كل الصعوبات يوم كان الفقر يشدهم وهم يضحكون ويعصرهم وهم يرقصون ويشقيهم وهم يعملون بأيديهم كل شي في زمن كان كل ما فيه بدائيا بكل ما تعنيه الكلمة وفوق كل هذا صنعوا لأنفسهم مكانة ومن أمسهم الجهم قدموا لأبنائهم وبناتهم جنات ولولا الله ثم عنايتهم لما تقدمنا نحن للأمام خطوة رحم الله فقيدتنا الغالية زهراء وكل أموات المسلمين واسكنها فسيح جناته وعوض الله أبناءها وبناتها وأحفادها عن غيابها الصبر والسلوان ...،، (خاتمة الهمزة)....مثل هذه الزهرة كانت الحياة الحديقة التي صنعت للحاضر هذا الفرح الباذخ ومثل هذه الأم هي المدرسة الكبيرة التي قدمت للوطن الضابط والدكتور والطبيبة والمهندس والمعلم والمعلمة وقبل كل هذا هي قدمت للناس اسمها وسيرتها العطرة لله ما أخذ ولله ما أعطى .. وهي خاتمتي ودمتم ...،،، [email protected] [email protected]