تتجدد قصص النجاح والرقي، مع توافد ضيوف الرحمن إلى المسجد الحرام، في موسمي رمضان والحج كل عام مع شباب مكة.. الذين نذروا أنفسهم لخدمة الحجاج والمعتمرين.. كواجب عليهم تجاههم، وكشكرٍ لله أن أسكنهم مكةالمكرمة ومنحهم الجوار المقدّس، وهي مزيّة وفضل يتمناه من الناس الكثير. فهم يتسابقون إلى إرشاد التائهين.. بنفوس قد ملأها حب الخير وقلوب مفعمة بالحب للنفع.. حيث يقومون بإيصالهم إلى مقار سكنهم.. وهم في ذلك لا يريدون جزاءً ولا شكورًا. وثلة أخرى حازت الشرف والرفعة.. وضاءت بهم سماءات الحرم المكي وهم يستقبلون العجزة وكبار السن بعرباتهم، ليقدّموا لهم خدمة الطواف والسعي كهدية من شباب مكة الأفذاذ إلى وفد الله وموكب ضيوف الرحمن، ومجموعة أخرى، ترسم أسمى معاني العطاء والبذل، وقد انتشروا في أروقة المسجد الحرام وساحاته لإسعاف المصابين، وتقديم يد العون والمساعدة لمن فاجأهم المرض والتعب، وتسبّب الزحام في إصابتهم، ونقلهم إلى أقرب المستشفيات والمراكز الصحية في الحالات الحرجة. وفئة وضعت يدها في يد الأمن الوقائي بالحرم للتوعية بحق الطريق، وفك الاختناقات ومنع الزحام والتدافع في المسارات المؤدية إلى المسجد الحرام وساحاته. وأبطال يتواجدون في كدي لتنظيم مواقف سيارات المعتمرين ومعاونة رجال المرور في الحفاظ على المداخل والمخارج مهيئةً لدخول السيارات وتوفير مواقف آمنة لها.. وغيرها الكثير من صور الإيثار والبذل يجسّدها شباب مكة كل موسم.. ويقدّمون أنشطتهم الخدمية «مجانًا»، وذلك ناتجٌ عما يحملونه من قيم التعظيم للبيت وصفات النخوة والشهامة.. التي تربط حاضرهم بماضيهم المشرق الذي عُرف به أهل مكة، ومشروع تعظيم البلد الحرام، الذي قدّم لنا هذا النموذج الفريد من الشباب، ما هو إلا قصة لإعادة ذلك التاريخ، الذي سطّره أهل مكة منذ فجر البشرية -ولا يزالون- وكأنى بأولئك الشباب يهتفون بصوت واحد: نحن الشبابُ الطامحون تقودُنا هِمَمٌ تنير الدربَ مهما طالا أهلٌ لكلِّ عظيمةٍ وكريمةٍ فابنوا على أكتافِنا الآمالا واستبشروا خيرًا يقوّي عزْمنا وثقوا بأنَّا في النزالِ رجالا نفحة تعظيم: قال ابن عباس رضي الله عنهما: لو يعلم المقيمون ما للحجاج عليهم من الحق لأتوهم حين يقدمون حتى يقبلوا رواحلهم، لأنهم وفد الله من جميع الناس.