أيهما أولى للمرأة شهود الصلاة في المسجد أم الصلاة في بيتها؟ ولماذا يتهافت كثير من النساء على تفسير الرؤى والأحلام؟ وكيف توفق الداعية المسلمة بين واجبات منزلها والدعوة إلى الله؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على الداعية الدكتورة منى بنت أحمد القاسم أستاذة الحديث المساعدة في جامعة الأميرة نورة، وإحدى الداعيات اللاتي سخرن أنفسهن وجهودهن للدعوة إلى الله، فإليكم تفاصيل الحوار.. * كيف توفق الداعية بين الدعوة الى الله وبين المنزل والأولاد والزوج؟. في اعتقادي أن الدّعوة إلى الله تكون أولًا بالقدوة الصالحة؛ فالمرأة بحسن خلقها، ولين عريكتها، وطيب سجاياها تؤثر إيجابًا فيمن حولها أكبر تأثير وأعمقه وأبلغه، والناس لا يتقبّلون الكلمات المجرّدة ما لم يروها واقعًا عمليًا يشهد بصدق ما تقوله الداعية. وأما المواعظ والدروس فإنها تتيسر بصلاح المقصد وحسن النيّة، يهوّن الله الصعاب وييسر أمرها ويجعل التوفيق حليفها، والدعوة إلى الله مما يُرغّب إليه ما لم تكن سببًا للإضرار بالبيت والأسرة، بحيث تجد الداعية من يعينها على أطفالها وإصلاح شؤونهم، فإن تعذّر فبيتها وأطفالها أولى بها، وبحمد الله أصبحت كثيرٌ من مناشط الخير تدار من داخل البيت بالتقنية الحديثة. * من الملاحظ قلة الداعيات مقارنة بعدد المدعوات ما تعليقك على ذلك؟. هذا صحيح، والحقيقة نحن بحاجة إلى تأهيل داعيات إلى الله يغتنمن اجتماعات النساء في الدور النسائية ونحوها لهدايتهن وتبصيرهن بأمور دينهن. * لماذا الملتقيات الدعوية النسائية قليلة جدًا؟. أتساءل كثيرًا أين خرّيجات كلية الدّعوة وأين مناشطها وملتقياتها لأنها جهة علمية نسائية تخصصية تعنى بالدرجة الأولى بأمر الدعوة إلى الله من خلال دراسة منهجية لأربع سنوات، وأتساءل أيضًا لم لا يكون للنساء مركز دعوي كبير تتخرج فيه المتخصّصات في الدعوة على بصيرة وهدى كما تصدر منه الأعمال الدعوية. علق في أذهان البعض أن دور المرأة في رمضان هو الطبخ والنفخ دون أن تقوم بحقها بالعبادة فما نصيحتك للمرأة ولهؤلاء؟. أعتقد أن عناية الزوجة بطهي الطعام وإعداده لأسرتها مما تتقرّب به إلى الله تعالى، إذ تكون سببًا في إشباعهم ورزقهم الهنيء إلى جانب إدخال السرور على زوجها وعيالها، وهم أولى من تحسن إليهم، لكن لا يكون هذا بمبالغة حيث يصرفها في عامّة يومها عن الذكر والتعبد لله رب العالمين. * يكثر في رمضان نوم كثير من الفتيات نهار رمضان والسهر في ليله على ما حرم الله من المسلسلات وغيرها ما نصيحتك لهن؟. أوصيهن ونفسي بتقوى الله تعالى واغتنام رمضان فإنه شهرٌ عظيمٌ قدسيّ، تنزل فيه القرآن وأوصى نبينا بعمارته بالحسنات، وجاد نبينا فيه بالخير كالريح المرسلة، واجتهد الصالحون بالتعبد لله فيه تنافسًا في الخيرات وتسابقًا إلى جنة عرضها الأرض و السماوات، ولا يدري أحدنا هل يدرك رمضان الآخر أم يدركه الأجل ففيم التفريط والكسل؟!. * هل بقاء المرأة في بيتها وصلاة القيام فيه أفضل من الناحية الشرعية أو صلاتها مع الإمام في المسجد؟. - في الحديث الصحيح: «عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ: «إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ»، فخروجها للصلاة مع الجماعة مما أذن النبي عليه الصلاة والسلام لها فيه خاصةً إذا كان فيه حضور قلبها وكمال خشوعها ونشاطها مع تركها الزينة و التعطُّر والبعد عن الرجال، وإن صلّت في بيتها كان أدعى لحفظ قلبها واطمئنانها على صغارها وبيتها، وفي الحديث من زيادة أبي داود على الرواية السابقة: «وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ». * تكثر في رمضان ظاهرة الإسراف في الأكل وتعد المرأة المتهم الأول في هذا الأمر ما رأيك في هذا الأمر؟. الإسراف في الطعام لا يجوز سواء كان في رمضان أو غيره، وأدعو النساء إلى التصدّق بفضل طعامهن على العمال والمحتاجين، والحذر الحذر من رميه في سلّة النفايات، واللبيبة الحصيفة المدبّرة من أحسنت تقدير كمية الوجبات اليومية واعتدلت فيها. * لماذا انجرفت كثير من النساء خلف تعبير رؤاهن عند المعبرين الذين يستغلونهن لرواج تجارتهم؟. هذا والله من قلّة العلم و ضعف الوعي، بالإضافة إلى ترك هؤلاء المعبّرين بلا رقابة ولا ضبط، وربما كانت تعبيراتهم الظنّية الوهميّة سببًا لهدم البيوت وتفريق الأسر. * لماذا وقعت النساء فريسة سهلة عند بعض الرقاة الذين يأخذون أموالهن بالباطل؟. بعض النساء تجدهن سريعات التأثر والتصديق لمن يغرّر بهن ويزوّر عليهن وهو يدّعي الصلاح، وهذه للأسف حقيقة، إلى جانب جهلهن وغفلتهن، وإذا حضر الجهل توافدت الفتن والضّلالات وأشربتها العقول فأطبقت عليها من كل جانب، وإن من الواجب أن تتكاتف الجهود للتبليغ عن الرقاة الدجالين والمفسدين. * لماذا ظهرت مطالبة الكثير من النساء بالحرية والتمرد على الدين والأعراف الاجتماعية التي أقرها الدين؟. الدعوة إلى التحرر من الدين هي في الحقيقة دعوةٌ إلى التحرُّر من القيم والمبادئ والأخلاق، وهذا بحمد الله ليس ظاهرة بل في فئة محدودة تأثرت بالطابع الغربي المادي المتمرّد على وحي الله، وأرادت استنساخه.