ما أكثر الشكاوي التي يبثّها ورثةُ (المُتقاعدين المُتوفِّين) حول الإجراءات القاسية بحقِّهم من قِبَل مؤسّسة التقاعد!. ومن أبرز هذه الشكاوي: تجميد المؤسّسة لكلّ الراتب التقاعدي لمُوَرِّثِهم عند تأخّرهم في إبلاغها بأيّ حالة تحديث معلومات لبعضهم، حتى لو نسُوا التبليغ ولم يتعمّدوه!. أعطيكم مثالاً: لو كان الورثة (زوجة وابناً وابنة)، ثمّ تزوّجت الابنة دون تبليغ المؤسّسة كي تخصم نصيبها من راتب أبيها، تقوم المؤّسّسة بتجميد كلّ راتب الأب لا نصيب الابنة فقط، فتتضرّر الزوجة، ويتضرّر الابن، لمُدّة طويلة!. ولا أدري لماذا تشترط المؤسّسة أصلاً أن يكون التبليغ من الورثة؟ ففي هذا تعقيد غير مُبرّر، لأنها تستطيع ربط نظامها الإلكتروني - ربطاً كاملاً - بأنظمة الجهات الأخرى المعنيّة بما يستجدّ في حياة الورثة، من زواج أو تخرّج من الجامعة أو توظّف وغيره، وهو تبليغ كافٍ ينبغي ألاّ يتبعه تجميد كلّ الراتب، لكن ماذا أقول؟ إنه التعقيد الذي تجذّر في هذه المؤسّسة، وعانى الناسُ منه معاناةً كبيرة!. وكلّ هذا في كُوْم، وأن تتسبّب المؤسّسة في هذه المُعاناة خلال شهر رمضان الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، هو كُوْم آخر، ممّا يجعلني أتساءل: هل تصوم المؤسّسة في رمضان؟ لا أقصد عن الطعام والشراب، بل عن الإضرار بالناس الغلابة، أمّا وإن صامت، فأتساءل أيضاً: كيف يهنأ مسؤولوها بإفطارهم؟ وهناك أرامل ويتامى مُحتاجون، قد هرعوا لصرف راتب مُورّثِهم عند حلول موعده في منتصف الشهر، ثمّ وجدوه مُجمّداً كلّه، حتى إشعارٍ آخر!!. @T_algashgari [email protected]