أجرى الرئيس السوري بشار الأسد أمس محادثات مع موفد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي حول الأزمة السورية، فيما تستمر العمليات العسكرية على الأرض لاسيما في مدينة حلب، حيث يستعد كل من النظام والمعارضة «لمعركة حاسمة» من أجل إحداث تغيير أساسي في مجرى الأحداث. بينما لا يزال مصير رئيس الوزراء السوري رياض حجاب مجهولاً بعد إعلان انشاقه وهروبه إلى الأردن وهو الأمر الذي نفته الحكومة الأردنية على لسان ناطقها الرسمي وزير الاتصال والإعلام سميح المعايطة غير مرة. ووصلت أمس إلى تركيا دفعة جديدة من الضباط المنشقين، وذلك غداة الانشقاق السياسي الأبرز منذ بدء الاضطرابات قبل نحو17 شهرًا لرئيس الحكومة المعين قبل شهرين رياض حجاب. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد استقبل الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي الذي كثفت بلاده اتصالاتها حول الملف السوري. وكانت إيران قد أعلنت أن اجتماعا وزاريًا «تشاوريًا» سيعقد الخميس المقبل في طهران ويضم الدول التي لها «موقف مبدئي وواقعي» في شأن سوريا، وأن عشر دول ستشارك في الاجتماع لم يكشف عن أسمائها. إلى ذلك، أحيط نفي الحكومة الأردنية بظلال من الشك وسط معلومات تؤكد أن رئيس الوزراء السوري المنشق عبر الأراضي الأردنية عقب اتصالات مكثفة بين عمان وعواصم عربية سبقت دخول حجاب إلى الأراضي الأردنية بساعات، ولم تحدد المعلومات بدقة مع أي من هذه العواصم أجريت الاتصالات، وأكدت المصادر ذاتها أن مروحية عسكرية أردنية حطت بشكل مفاجىء على الحدود الشمالية قبل لحظات من وصول المنشق السوري الكبير. حيث يرجح أن تكون المروحية قامت بنقل رئيس الوزراء السوري ومن معه إلى جهة غير معلومة في العاصمة عمان تمهيدًا لنقله خارج البلاد. وأرجع مراقبون التعتيم الأردني على قصة لجوء رئيس الوزراء السوري إلى الأردن الى حرص عمان علة تجنب الخوض بشكل مباشر بالأزمة السورية،مشيرين إلى اتصالات عاجلة أجريت مع عواصم عربية عدة تمهيدًا لنقل المنشق حجاب خارج الأردن وسط أنباء تفيد بأن المنشق السوري الكبير في طريقه إلى الدوحة. من جانبها، أعلنت وكالة أنباء الأناضول التركية أن جنرالا سوريًا يرافقه 12 ضابطًا فروا ووصلوا إلى تركيا مع أكثر من ألف لاجئ في الأربع والعشرين ساعة الماضية، وأوضحت الوكالة أن 1137 سوريًا وصلوا في الساعات الماضية ما يرفع عدد الذين لجأوا إلى تركيا منذ بداية الأزمة إلى حوالي خمسين ألف شخص. ميدانيًا، تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في عدد من أحياء حلب في شمال سوريا، وذلك غداة يوم من أكثر الأيام دموية في سوريا منذ بدء الاضطرابات قبل نحو 17 شهرا قتل فيه 265 شخصًا هم 182 مدنيًا و21 مقاتلاً معارضًا وما لا يقل عن 62 عنصرًا من القوات النظامية. وكان يوم أمس قد شهد اشتباكات وقصفا في مناطق عدة من المدينة تسببت بمقتل 61 شخصًا بينهم أربعة مقاتلين وبين هؤلاء 12 جثة عثر عليها قرب حي الخالدية في غرب مدينة حلب، وتحمل آثار إطلاق رصاص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.