من الأشياء الطبيعية في حياة الإنسان أن تمر به مواقف ترتفع فيها معنوياته عاليا، فيصبح حيويا متفائلا محبا للحياة، طامحا لتحقيق المزيد فيها. وأحيانا تنخفض فيها تلك المعنويات لدرجة تصبح معها الطموحات أحلاما شبه مستحيلة التحقيق، نتيجة مسحة التشاؤم والإحباط التي تسللت إلى نفسه وسكنت روحه. أن تمري بمواقف مثل هذه، وتتنقلي بينها ليس مشكلة بحد ذاته، لكن المشكلة تكون عندما المواقف التي تنخفض فيها معنوياتك هي الأطول والأقوى تأثيرا على شخصيتك. وربما تكون مواقف الناس السلبية منك سببا قويا في شعورك بالإحباط وانخفاض المعنويات. عندما تشعرين أن طريقة تعامل الناس من حولك جافة، ويغيب عنها الحماس أو الاحتفاء الذي كنت معتادة عليه منهم أو من بعضهم، فحينها لابد أن تعلمي أن الأمر ليس بالضرورة أنهم تغيروا عليك أو انقلبوا ضدك! كل ما هنالك هو أن هناك بعض الظروف التي اجتمعت فيك وفيهم بشكل جعل الجفاف هو سمة اللقاء الحالي. عندما تكون ردة فعلك تجاه مثل هذه المواقف سلبية، فإنها تزيد نظرة الأطراف الأخرى سلبية تجاهك، حتى وإن كانت نظرتهم في الأصل إيجابية ولكنها لا تبدو على وجوههم وطريقة تعاملهم. ولو كانوا ينظرون إليك بشيء من السلبية فإن نظرتهم سوف تزداد سلبية عما كانت عليه في الأصل. تذكري أنه ليس من المعقول أن يكون جميع من حولك سيء الخلق أو حاقد عليك، إنما هي وسوسة الشيطان. فالتفريق بين الناس وإثارة الضغائن بينهم هدف يسعى له دائما، فتذكري أن تكوني دائما حذرة من الوقوع في الفخ الذي ينصبه لضحاياه ممن يستجيبون له نتيجة ضعف إيمانهم أو جهلهم بكيده. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود [email protected] @mshraim