محبتك لنفسك لها لوازم ومتطلبات. أولها العلم بأنك جسد وروح يملكهما الذي خلقك فسواك فعدلك، وليست لك الحرية في التصرف فيهما وفقا للهوى أو الرغبات. ثانيًا أن محبتك لنفسك تعني الحرص على ما يفيدها، والابتعاد عما يضرها أو يؤذيها. ثقي أن أي شيء في هذه الدنيا، تحصلين عليه بدرجة أعلى من الحد الطبيعي ينقلب إلى نتائج عكسية. والله سبحانه وتعالى أمر بالاعتدال في كل شيء، وحتى العبادة أمرنا بالاعتدال فيها، فلا إفراط ولا تفريط. أنت غالية، وحبك الحقيقي لنفسك يقتضي أن تشعري بأنك غالية عند نفسك أولا، مهما زهد فيك الآخرون. فليست كل من تتعاملين معها تستحق الاهتمام برأيها، خاصة أولئك اللواتي يبنين آراؤهن وأحكامهن على الغيرة أو الحسد. وهؤلاء ربما تجدينهن في دائرة القريبات أو الصديقات أحيانا. أنت واثقة، وحبك الحقيقي لنفسك يستلزم أيضا أن تتعاملي مع الناس من حولك بثقة متوازنة، حتى يشعر الآخرون بأنك قادرة على فهم نفسك، وقادرة على فهم الآخرين، والتعامل معهم دون تبعية ولا استعلاء. أنت قيِّمة، فلا بد أن تعاملي نفسك كجوهرة ثمينة نفيسة، فالجواهر الغالية لا تعرض للناس يتناولونها بأيديهم كيفما شاءوا، كما يفعلون بالمجوهرات المقلدة أو زهيدة الثمن. بل تجدينها تعرض من وراء زجاج يصعب كسره، ولا يسمح أن تمتد لها باللمس إلا أيادي أناس قلائل ممن يوثق بهم. أنت إيجابية، ولذلك تبعدين شبح الأفكار السلبية وتداعياتها. تحرصين على التفكير الإيجابي في شؤون حياتك جميعها. فكل موقف تمرين به له جانبان، سلبي وإيجابي. والأشخاص الذين يعيشون مستمتعون بالسعادة والنجاح هم أولئك الذين ينظرون للإيجابيات أكثر، ويعملون على الاستفادة منها. أما الذين يعيشون مأسورين بالتعاسة والفشل، فهم أولئك الذين يستسلمون للسلبيات، ثم تتضخم في عيونهم، فتعيقهم عن التحرك للأمام، أو تبطئ حركتهم في أقل الأحوال. تذكري، قبل أن تطلبي أو تتوقعي من الآخرين أن يحبوك، أنهم لابد أن يرون علامات المحبة الإيجابية لنفسك ظاهرة على محياك بوضوح، وسترينهم قد أحبوك كلهم، أو معظمهم على الأقل. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود [email protected] twitter: @mshraim