لأنّ أخبار وتصريحات الرئيس محمد مرسي بات يلزمها البحث في المواقع وفي "الجزيرة مباشر" أخشى أن تضيع دعوته للحملة الوطنية من أجل "وطن نظيف" في غبار الكيد السياسي العميق. ورغم أهمية كل ما ورد في خطاب مرسي بمناسبة شهر رمضان خاصة فيما يتعلق بقرار الافراج عن 572 معتقلًا مدنيًا صدرت بحقهم أحكام من القضاء العسكري وكذا تعهده بحرية الإعلام، والفصل بين السلطات تظل الدعوة إلى "وطن نظيف" علامة فارقة في تاريخ الرئيس الجديد. والحاصل أنني حاولت الوصول إلى نص خطاب الرئيس للكتابة عن حملة "وطن نظيف" واعيتني الحيلة.. فإذا دخلت بوابة الأهرام وفتحت خبر الرئيس ستجد في تفاصيله "سقوط طائرة ليبية"، وان دخلت على الاهرام نفسه ستجد ملخصًا لكلمة الرئيس "إذ لا وقت للكلام" وانما للاحباط وقس على ذلك بقية الصحف والقنوات والمجلات بحيث تصبح أمامك طريقة واحدة وهي الدخول على موقع "الحرية والعدالة"، فإن دخلت قالوا لك "ألم تقل إنك من الإخوان"؟! "وإنه من الاخوان". بنفس هذا المنطق المعوج العقيم أخشى أن تضيع أول حملة شعبية يطلقها الرئيس من أجل وطن نظيف في زحمة أو غمرة مواجهة كل شيء لصالح الوطن الذي ظلمناه كثيرًا رغم غنائنا المتواصل في حبه ورغم تسميتنا لأحزابنا وحملاتنا باسمه، ووفاة قادتنا بضعف في عضلة القلب حزنًا عليه، وسفر المتنافسين على رئاسته زهدًا في حكمه إلى دبي، وفرار بعضهم الآخر الى لندن والعواصم الأوروبية حفاظًا على ماله، وتمسك "البعض الثالث" بعرقلته من أجل حمايته! أعود فأقول أخشى أن تضيع حملة "وطن نظيف" وتصر الأحزاب المتنافسة على الكيد فتزيد قمامتها، وتفجر الكتل المتطاحنة فتدعو وتفسح ل"الزبالة" حتى تمنع قيام "دولة إسلامية" وتحافظ على الدولة المدنية!. ولأنّ عدد المبكيات في مصر زاد عن الحد فقد وصل تناحر الحملات إلى الرد على كل شيء يؤديه الرئيس بما في ذلك "العمرة" وبما في ذلك "الأفراح" لقد جاءت حملة "وطن نظيف" لتكشف المزيد من عورات تجّار السياسة، وتجّارالإعلام، وتجار المواقف! ولكي تنأى كل القوى الوطنية بنفسها عن "القمامة السياسية" فلتشترك في الحملة حتى وإن اختلفت مع الرئيس، ولتنصهر كل الحملات المؤيدة لحمدين، وابو الفتوح، والمصريون الأحرار، ومصر الثورة، وشرفاء مصر، ومصر الجديدة، وشرفاء من أجل مصر.. وصحفيون من أجل مصر، ومحامون من أجل مصر وقضاة من أجل مصر!! ليشترك أولئك الذين يرددون ليل نهار "الجيش والشعب إيد واحدة" والشرطة والشعب إيد واحدة! وليثبت المنادون للتسامح وللصفح الجميل وللغد الأجمل أننا بالفعل نريد وطنًا نظيفًا في كل شيء.. في قراه ونجوعه ومدنه وعاصمته الكبرى.. وبمعنى آخر فلنطهر وطننا من أطنان القمامة، ونطهر قلوبنا من أدران السياسة! لنتحلّ بالحب وبالإخلاص وبالصبر كي تصبح ليلة 27 يوليو من أجل وطن نظيف.. ليلة مصر.! [email protected]