فيما تمتلئ مصر بحكايات الرئيس المدعومة بشهود العيان من أبناء الشعب، ينتشر الإرهابيون الجدد لتخويف الناس بإشاعات وروايات ملفقة عن جماعات التكفير التي انتشرت، ومليشيات حماس التي توغلت، وكتائب عزالدين القسام التي توحشت، وغير ذلك من سقط القول، وفحش الكلام! الإرهابيون الجدد هذه المرة إعلاميون وساسة ونواب سكنوا في مدينة الإنتاج الإعلامي وكأن بانيها المسجون الآن في طرة أنشأها لهذا الغرض الرخيص! الإرهابيون الجدد تركوا الحديث عن جمال وبهاء مصر الثورة، وراحوا يؤلفون الروايات ويوجهون النداء للسيد الرئيس أن ينقذهم من هؤلاء الذين قتلوا أعضاء فرقة موسيقية وهدموا مسجداً به ضريح، واغتصبوا مريضة أثناء وجودها في المستشفى تعاني من النزيف! الإرهابيون الجدد الذين تحصنوا في مدينة الإنتاج الإعلامي وحولوا معظم قنواتها إلى منصات أو أوكار للإرهاب تركوا الحديث عن شمس مصر التي أشرقت، وعن رئيسها الذي يريد أن يمشي في الشوارع ويشتري من الأسواق ويصلي الفجر حاضراً بلا حراسة للحديث عن "الشيخة منة الله" التي حمَّلتها السماء رسالة للمصريين، والشيخة ماجدة التي جاءت مبعوثة إلهية للشعب العظيم! الإرهابيون الجدد الذين سيطروا في غفلة من الزمان على الإعلام تحولوا إلى مخبرين وضباط أمن دولة لصالح المساجين القابعين في سجن طرة وبقية السجون! الإرهابيون الجدد تركوا الحديث عن شهداء الثورة ورموزها وراحوا يتحدثون عن مأساة إلهام شاهين، ومحنة منة فضالي التي تعرضت لمؤامرة على يد الفلسطينيين وسط جموع المصريين الذين تركوهم يعتدون عليها ويسرقون سيارتها! الإرهابيون الجدد يحولون مدينة الإنتاج الإعلامي إلى أوكار للإرهاب الثقافي والفكري والاجتماعي. هنا الوكر 203 أو نحو ذلك يستضيف الإعلامي الدكتور توفيق عكاشة للهذيان عن المجلس العسكري وعن الجيش الذي لم ينقلب عليه! وهنا الوكر 204 يتحدث عن منع الأفلام ومصادرة الكتب وتحويل مصر إلى طالبان! وهنا الوكر 205 يتحدث عن مليشيات السلفيين والإخوان التي خرجت الآن للاعتداء على "السافرات الكافرات" في الباصات والقطارات! الآن وبعد ما جرى في الجمعة الجميلة أو اليتيمة التي سبقت تسليم السلطة ما الذي سيقوله هؤلاء عن الرئيس الجديد.. عن مصر التي نفضت غبار القهر وأشرقت شمس الكرامة عليها من جديد؟! ما الذي سيقولونه عن ذلك الرجل الذي صلى الجمعة في الأزهر وانصهر مع هؤلاء الذين مع النداء يأتون ومن رحم الثورة ينبثقون؟ ما الذي سيقولونه عن مرسي الذي أقسم في الميدان أمس ويقسم اليوم أمام المحكمة الدستورية؟ سيقولون إنها مظاهرة تهديد.. أتدرون لماذا؟ لأنهم مرجفون بامتياز، متحولون بامتياز، وإرهابيون بامتياز! [email protected]