تحرص كثير من الزوجات على تزيين وتجميل نفسها في مناسبات عائلية، أو اجتماعات العمل بشكل مبالغ فيه، وفي المقابل لا يجد الزوج تلك الأناقة داخل عش الزوجية؛ بحجة أنها مشغولة بتربية الأولاد، وإعداد الموائد، وتنظيف المنزل، وهو ما يجعل بعض الأزواج يتذمر من هذا الأسلوب، ويبحث عن أخرى تلبي له هذه الرغبة. "الرسالة" ناقشت مع ذوي الاختصاص أسباب اهتمام المرأة بزينتها خارج المنزل، والإهمال في هذا الشأن داخل عش الزوجية، وماهي دواعي هذا الفعل؟ وكيف لها وللزوج أن يهتم كل طرف بأناقته وتزيينه للطرف الآخر. في البداية أوضحت المستشارة الاجتماعية د. أسماء الناصري أن أسباب اهتمام المرأة للزينة خارج بيتها وعدم اهتمامها بذلك أمام الزوج إلى أنها تجد من يثني عليها خارج المنزل، ولو من باب المجاملة، أو تتجنب من ينتقدها، أو يحتقر ذوقها، أو يقلل من شأنها. وذكرت أن كثرة انتقاد الرجل للمرأة والتقليل من شأنها يجعلها تزهد فيه ولا تهتم، كما أن التجريح من باب الدعابة لذوقها، ولبسها أو أن فلانة من البلد الفلان أحسن أو أجمل، وهذا كله يختزن بالعقل الباطن، مشيرة إلى أن الرجل ربان المنزل وقوامه فلو حرص لوجد العجب العجاب، وكأنه مع 4 نساء في امرأة ". سروال وفنيلة وأشارت إلى أن قلة اهتمام الرجل بنفسه وملابسه يجعل المرأة تحبط ولا تجد من يبادلها الاهتمام، وانه كما يريد الرجل المرأة أن تتزين له تحب المرأة أن يتعطر لها، ويلبس لها، ويهتم بنفسه ورائحته وملابسه، فللنوم ملابس، وللبيت ملابس، وللخروج ملابس، وليس كلها "سروالاً وفنيلة" ثم يطالبها أن تلبس لمَن؟!. وبينت أن الزوج الذي لا يهتم بنظافة فمه، أو طريقة ملابسه، أو عطوراته، أو شعره، الخ، يسجل في "العقل اللاوعي" لدى الزوجة أنه لا يهتم بشخصيته، فتبدأ هي تبادله نفس الشعور، وانه إذا لبس بشكل جيد، وتطيب عند خروجه لمناسبة ما يتحوّل نفس الشعور أيضًا للمرأة. وأكدت الناصري على ضرورة حرص كل منهما على الآخر حتى يبقى بينهما الاحترام والود المتبادل، حتى وان لم تكن هناك محبة، وعلى الرجل أن يعي أنها ربما تكون الزوجة تتحمله على مضض، كما هو يتحمل أسلوب لبسها ورائحتها على مضض، مشيرة إلى أن القضية تحتاج إلى ثقافة وتوعيه للرجل قبل المرأة، على أن يهتم بنفسه حتى يفرض احترامه أمامها كي يتزين له. التحطيم النفسى ومن جهة أخرى انتقدت المستشارة الأسرية وفاء الحريري بعض الرجال في أنهم لا يهتمون بأناقتهم أيضًا وقالت: "من نظرتي بأحوال النساء من حولي سأطرح رأيي بكل وضوح وبكل حق: هناك من تتفنن بأجمل لباس وزينة وتحرص على أدق التفاصيل حتى ترضي تطلعاته، وفي المقابل لا يجد الزوج أفضل من ثوب النوم، أو"سروالاً وفنيلة" لينعم بالراحة والأناقة، وهناك من تجاهد في الصالونات وفي المواقع والمنتديات المتخصصة للزوجات للبحث عن خلطات وصبغات، وطرق لتدليل الزوج وغيرها من الوسائل لكسب رضاه، دون رد فعل إيجابي من الزوج". وأضافت: "لا أذكر في مرة أن رأيت موقعًا إعلاميًّا لرجل يبحث عن طرق لتدليل زوجته والاعتناء بها، رغم كل ما تفعله المرأة من كفاح وصبر لتجمع بين: شغل المنزل، تربية الأبناء، تدليل الزوج، الاعتناء بجمالها، طبخ، ومع ذلك لا تجد سوى كلمات التحطيم والإهانة، فتارةً يقول: لماذا تكثري الماكياج؟ فأنا لا أستطيع النظر إلى وجهك يا عزيزتي! أو لماذا تلبسين هكذا؟ أأنتِ ذاهبة لمناسبة؟! أو لماذا ملح الأكل زايد؟ ولماذا سكر الحلى ناقص؟ أو لماذا لا تعتنين بأطفالك؟! والأدهى من ذلك لماذا لا تهتمين بنفسك؟!" وتتساءل الحريري: "أليست هذه شريكة حياتك التي اخترتها بنفسك، وكنت تتطاير من الفرح لجمالها وحبها، وتراها الأجمل والأفضل من نساء العالم"، مختتمة حديثها بالحديث النبوي الشريف "استوصوا بالنساء خيرًا". حسب الأولويات أمّا المستشار النفسي د. أحمد الشيخي فأوضح أن المرأة تهتم بجمالها في المناسبات، بينما تولي الزوج الاهتمام فقط، وقال: "إن أغلب النساء يولين الاهتمام بالزينة في المناسبات؛ لأن المجتمع يهتم بالمظاهر، أمّا الزوج فهو شريك الحياة، ويقدر الزوجة لذاتها، وليس لمظهرها، وبالتالي يقدر لها اهتمامها به، وببيته على حساب نفسها حين تسعى على راحته وراحة أبنائها". وأشار إلى أن الزوجة عندما تتجمل لزوجها تجسد أجمل الصور التربوية، وتعكس قيم الصبر والتعاون والإيثار والتضحية، وصناعة بيئة تربوية آمنة ومطمئنة.