تتطلب رعاية الأطفال وتربيتهم وقتا إضافيا، وجهدا مضاعفا من الأمهات، إلى جانب الجهد المبذول ضمن أعباء المنزل اليومية من طهي وغسيل ملابس وكيها وتنظيف المنزل وترتيبه وغيرها، مما يؤثر على اهتمام الزوجات بأناقتهن والمحافظة عليها، فيما يثير ذلك الأمر تذمر الأزواج الذين يشعرون أن اهتمام الزوجة قد تحول عنهم خاصة بعد الإنجاب. تقول ندى القحطاني وهي متزوجة وأم لطفلة "أعترف أن تكالب أعباء المنزل مع عبء تربية طفلتي بعد إنجابها أثقلت كاهلي، ولم أعد أعتني بنوع ماكياجي ولبسي وتسريحة شعري كما كنت، بل لم أعد اهتم بأن يراني زوجي في ملابس مميزة، وذلك بعد أن أنجبت طفلتي، فلم يعد لدي وقت لكل ذلك، فوقتي كله لمراعاة الطفلة وللسهر عليها إذا تعبت، ولتغيير ملابسها والاعتناء بنظافتها وطعامها، والوقت المتبقي خصصته للمنزل ولمهامه اليومية من كنس وغسيل وطهي وترتيب وتنظيف، ولم يعد لدي الوقت للاعتناء بأناقتي كالسابق". وتضيف عليا ناصر وهي أم "نعم الأمهات أكثر عرضة للإهمال بأناقتهن بسبب انشغالهن بالأطفال والمنزل والزوج والعمل إن كانت الأم عاملة، لكن مع الوقت تستطيع المرأة التوفيق بين كل ذلك، واستعادة اهتمامها بذاتها كي لا يشعر زوجها بهذا الإهمال فيتذمر منه". ومن جانبه يقول فهد عسيري وهو متزوج إن الكثير من الرجال الذين يعرفهم يتحدثون عن تغير الزوجة بعد الإنجاب، وكيف أن اهتمامها بذاتها يقل بصورة مزعجة للبعض، لكن تبقى المسألة نسبية، فبعض الزوجات قادرات على التوفيق والاهتمام بذواتهن إلى جانب الاهتمام بتربية أبنائهن، فيما على الزوج الذي يرى في زوجته نقصانا في جانب ما أن يخبرها بذلك لتعدله، وأن لا يبقى متذمرا دون علمها. وتحكي غادة الأسمري موقفا حدث لها مع زوجها في أحد المطاعم، عندما أخرجها وأطفالها الثلاثة لتناول العشاء في الخارج، وكانت طوال فترة بقائهم في المطعم تؤكل طفلها الصغير، وتنادي الكبير، وتهتم بالثالث، ولم تنتبه إلى تضايق زوجها من ذلك، كما أنه انتقد عدم اهتمامها بمظهرها في تلك الليلة بسبب عدم وجود وقت كاف لذلك. وتضيف غادة أن تلك الليلة كانت بمثابة الدرس لها، فحاولت بعدها أن تصحح من ذلك، وأن تعتني بذاتها بصورة أكبر، كي لا تثير تذمر زوجها وغضبه الذي صارحها بأسبابه. إلى ذلك أكد الأخصائي الاجتماعي خلف الشمري أن "من الطبيعي أن تشعر المرأة ويشعر زوجها وهو الأقرب لها من بين الأشخاص المقربين بتفاصيل تغيرها، كنقص اهتمامها بأناقتها بعد الإنجاب، بسبب الانشغال بتربية الطفل ورعايته، أو الحيرة بين التربية وأمور المنزل، وبعض الأطفال فعلا يكونون سببا في تشويه أناقة الأمهات في الأماكن العامة، أو أمام الزوج في المنزل، فالطفل لا يعرف وقتا لتناول الطعام ولا لقضاء حاجته، ولذلك فالأم معرضة لتلطخ ملابسها بعلاجات وأدوية الطفل أو رضاعته، أو بعد تناوله الطعام". وأضاف أن على الزوج أولا أن يتقبل هذه الحقيقة، وهي حقيقة وجود طفل يغير قليلا من النظام المنزلي المعتاد عليه هو وزوجته، ثم على الزوجة ألا تستسلم لهذا المؤثر فتترك الاعتناء بنفسها نهائيا متذرعة برعاية طفلها، فلزوجها أيضا حق عليها أن يراها بأبهى صورة، كما أن لذاتها حقا أيضا أن تهتم بها، وألا تبخسها حقها. وأضاف الشمري أن "على المرأة أن تحاول مثلا تجنب ما يثير غضب الزوج أثناء تواجده، كي لا يراها بصورة غير محببة له، فلتحاول إطعام الطفل مثلا قبل مجيء الزوج للمنزل، وتحاول أن تتفقد ملابسها ورائحتها ونضارة وجهها قبل موعد وصوله، وبذلك تكون قد استطاعت التوفيق بين ما يرضي زوجها، وما يساعدها في التوفيق بين أعمال المنزل ورعاية الطفل، وبالتالي التعود على نظام إيجابي".