* “خلّوه يلبس” هي حملة عبر الإنترنت تقودها مجموعة نسائية، وفيها رسالة واضحة من حواء للرجل الذي تريده رجلاً عصريًّا يهتم بمظهره، ويدفع من أجله هي حواء اليوم التي كانت في زمن قديم لا تعرف كيفية استخدام الشوكة والسكين، هي ذات المرأة التي قبلت التغيير لتصبح اليوم سيدة الذوق والأناقة، حواء التي كانت تكنس المنزل، وتغسل أطباق الطعام باليدين، هي ذات المرأة التي تخشى على يديها اليوم من الشحوب، وتدفع آلاف الريالات لشراء الكريمات والمساحيق التي تُعنى بالبشرة؛ لتحافظ على بريقها ولمعانها، حواء التي استبدلت بكل ما هو قديم الحديث من الآلات التي تعينها على أداء الأعمال المنزلية، واستعانت بمخترعات العصر، وانتهت بالعاملة المنزلية لتتفرغ هي للجمال، وعالم الموضة الذي أصبح يسيطر على عالمها كله، ووصل بها إلى تغيير شكلها العام كله بدءًا بالشعر الذي تستطيع تغيير لونه بلون الحذاء والشنطة، إلى تفاصيل ساهمت في التخلّص من كل الملامح التي لا تريدها، وكل ذلك بمجرد عملية جراحية، وبعدها تتحول إلى فتاة عصرية كل ما فيها جاء بناء على رغبتها وذوقها لتأتي بعد ذلك إلى ما هو أهم، إلى الرجل الذي يشاركها الحياة، والذي تريده يتغير، وتناديه ب“خلّوه يلبس”!! * الرجل الذي تريده لا يقل في أناقته عن مهند، بل بودّها أن يكون أجمل، وهي أحلامها المؤجلة التي بدأت في تنفيذها من خلال الحملة الإلكترونية المنظمة (خلّوه يلبس) فهل تصل إليه، هذا الرجل الذي يستحيل أن يتخلّى عن عاداته في اللبس، والتي لا تتجاوز الملابس الشعبية، أو الروب الذي يكاد يستخدمه بعض الرجال حتّى في الأماكن العامة، بل ووصل بالبعض استخدامه أثناء الصلاة، هذا المكان المقدس الذي يجب علينا مراعاته، واتّباع أوامر الله في قوله تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) هذا الرجل الذي فيما يبدو أرهق عينيها، وخذل أحلامها وهي تشهد الفرق الواضح بين مظهره ومظاهر النجوم، فهل تستطيع حواء من خلال هذه الحملة تغييره، وتغيير مظهره ليتناسب مع طموحاتها وأحلامها؟ أتمنى ذلك!! ولا مانع ولا عيب في أن يتزين الرجل لزوجته، وهو من حقها عليه، فهل يقبل التنازل عن سرواله وفلينته التقليدية، ويلبس البيجامة العصرية ليرضي شريكة حياته التي تناديه اليوم ب(خلّوه يلبس)؟ أتمنى ذلك!! خاتمة الهمزة.. لأمي العظيمة التي قط ما حملت في شنطتها علبة ماكياج، ولا عرفت عيناها سوى الكحل، وليديها اللتين كانت تخبز بهما وتطعمني وإخوتي ألذ القرصان وأشهى الطعام، تلك اليدان اللتان تشققتا وهي تعصر الملابس، وتمزقتا وهي تكنس المنزل، هي أمي التي لم يكن همّها أحدًا سوى أسرتها وأطفالها وسعادتهم، لهذه الأم العظيمة مني حبي، والدعاء بطول العمر والعافية.. هذه خاتمتي ودمتم. [email protected]