من الملاحظ كثرة الرجال الذين يُهملون مظهرهم في بيوتهم، ولا يُعيرون ملابسهم، وقصّات شعورهم اهتمامًا يُذكر أمام نسائهم، على الرغم من تذمّر بعضهم من قلة اهتمام نسائهم بأشكالهنّ وزينتهنّ أمامهم. وهذه المسألة، كانت -ولا تزال- محل نقاش، بل ومناوشات من الطرفين، لعلّ أظرفها ظاهرة (أبو سروال وفنيلة) التي كانت مصدر تندر وسخرية في المجتمع السعودي منذ أشهر قليلة، وألقت الضوء على بعض السلوكيات التي خرجت من داخل البيوت، لتخدش الحياء العام، وانتقدت كثيرًا من الرجال الذين يتمسكون بمظهر غير حضاري، لا يليق أمام نسائهم اللواتي يحاولن بشكل يائس تجنّب الشعور بالاشمئزاز من بروز «الكروش»، والشعر «المنكوش»، والروائح الكريهة، والشوارب غير المهذّبة. جاء في تفسير ابن عباس -رضي الله عنهما- لقوله تعالى: «ولهنّ مِثلُ الّذي عَليهِنّ بالمعروُف» قوله: «إني أحبّ أن أتزيّن لزوجتي كما أحب أن تتزين زوجتي لي» في إشارة إلى اهتمام الإسلام بأدب التجمّل، والتطيّب للأزواج، لدوام المودة والرحمة والمحبة بينهم، إضافة إلى الحرص على كل ما يحث على إعفاف النساء والرجال، على حد سواء. ويدخل في باب الزينة سنن الفطرة، كقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف شعر الإبط، وحلق العانة، وقد كان المصطفى المختار، صلى الله عليه وسلم، يحب الطيب، وإذا دخل بيته يبدأ بالسواك، حرصًا منه على زيادة تجمّله وزينته. تخيّلوا معي درجة الوئام بين الزوجين نتيجة اهتمامهما بالنظافة الشخصية، وأناقة المظهر، ولطف النفَس والرائحة، وجمال الهندام بشكل لا يدع مجالاً للملل، إضافة إلى تخصيص الوقت المناسب لقضائهما وقتًا مميّزًا، فقد تعددت مصادر الإلهاء للزوج والزوجة، وغصّت القنوات الفضائية -على سبيل المثال- بكثير من الإثارة النفسية للطرفين، ممّا يبعث أحيانًا على المقارنات غير السويّة، والطلبات غير المنطقية من الزوج لزوجته، في حين لا يظهر هو بشكل مقبول إلاّ عند خروجه من المنزل، إلى غير ذلك من المشكلات التي مبعثها إهمال تجمّل الزوجين لبعضهما، وإبهار أحدهما بالتزيّن للآخر، وتجاهل بعض الأزواج: «إن لأهلك عليك حقًّا».