بعد نجاحه في الصف الأول الابتدائي وانتقاله للمرحلة الثانية يسرع متجهًا إلى والديه مبتهجا ومتسائلًا عن هدية النجاح وفي لحظة فرحة والديه بنجاحه يبادرونه بالسؤال عما يريده من هدية حينها تكون الإجابة الأسرع: ماما أنتي قلتي لو نجحت حتجيبي جهاز بلاك بيري مثل اللي مع ولد جارتنا!!. مشهد واقعي من أحد المشاهد البطولية التي يقوم بها الأطفال لجذب اهتمام والديهم والتأثير فيهم فأجهزة التواصل الالكتروني تعتبر من الأجهزة الحديثة التي أصبحت في وقتنا الحالي عنوانا (للعبة) او هدية لطفل. وقد لا يقتصر الأمر على البلاك بيري وحده وذلك لفرط استخدامه من قبل الكبار والصغار ولكنه يمتد لجميع الأجهزة الحديثة كالجالاكسي والآيباد والايبود وغيرها الكثير من الأجهزة التي باتت في عقول أطفالنا كالألعاب التي يسهل استخدامها، فمن بعد جيل العاب العرائس للفتيات والعاب الرياضة للأطفال والأفلام الكرتونية المشتركة للجنسين أصبح لدينا الجيل الحديث جيل كل ما هو حديث. «المدينة» تحدثت لمجموعة من السيدات اللاتي تحدثن عن العاب أطفالهن واهتماماتهن ورؤيتهن بخصوص هذا الموضوع وقد كانت البداية مع سامية بكري التي قالت: لدي ثلاثة ابناء ليسوا متقاربين في الأعمار ولكن عند نجاحهم اعتمد اختيار ثلاث هدايا من نوع واحد وذلك حتى لا يتم سؤالي لماذا هدية فلان أحسن وأنا هديتي لا والحمد لله لم أجد أي ضرر في ذلك. وتضيف على ذلك أم عبدالله الحربي بقولها: بصراحة زمان لم نكن نتعب مع الأطفال فقد كانت ترضينا العروسة والملابس والساعة الجديدة كهدية ولكن الآن تغيرت متطلبات الأطفال ولم تعد ألعابهم كما السابق. من جانبها قالت فرح علي: لقد تعرضت لأحد المواقف قبيل أسبوعين حيث دعتني إحدى صديقاتي لحفلة تخرج ابنتها من سادس ابتدائي وانتقالها للمتوسط وقد كانت الهدية من ابرز مشاغلي وذلك للبحث عن الأفضل والأجمل فكان لي ان اشتري مجموعة قصصية كهدية وحين حضوري للحفل تفاجأت بالهدايا التي كانت تقدم لها فكل ما وقعت عليه عيناي كان على جهاز جوال او حاسب آلي او آيباد بينما كنت أنا الوحيدة التي تحمل المجموعة القصصية، وتضيف قائلة: لا اخفيك شعوري بالخجل في اللحظة الأولى من كوني لم اعرف طبيعة الهدايا المقدمة مسبقا ولكن ما زلت أرى ان للقصص معنى رائعا لمعاني الطفولة التي لابد ان نقدمها لأبنائنا. وتضيف على ذلك سلوى القحطاني بقولها: لدي طفلان الأكبر في المرحلة المتوسطة والثاني في الابتدائية وتكمن مشكلتي بعدم قدرتي على توضيح الفروقات فيما بينهما فطفلي الأصغر لا يرضى بلعبة عادية وكثيرًا ما يشترط علي شراء الألعاب الالكترونية وفي حال عدم شرائها يقوم بالكثير من التصرفات المزعجة لذلك أضطر مرغمة على ذلك وبرغم حزني على هذا الحال الذي أشاهد فيه أطفالي وهضم طفولتهم إلا أنني ما زلت أحاول ان اجعله يعيش طفولته بكل بساطة مثل أقرانه في المدرسة تحديدًا. وبدورها قالت عائشة السلمي: من وجهة نظري ان المشكلة ليست قابعة على الأطفال وتوجهاتهم ولكنها تقع على الأمهات والبيئة التعليمية للطفل, والشاهد على ذلك ان الطفل في بداياته يكون تحت توجيه الأم التي باستطاعتها تدريب وتعليم طفلها ما له وما عليه إلى جانب كونها العنصر المحفز والمشجع لمتابعة الطفل لأي نشاط تعليمي هادف ولكن البعض من الأمهات في الوقت الحالي تنشغل بأمورها عن متابعة طفلها وهذا ما نلاحظه في وقتنا الحالي بالتالي توجه الطفل لأصدقائه ومحاولته تقليدهم وتتبع أسلوبهم بدون توجيه مسؤول، وتؤكد على كلامها ام عبدالرحمن والتي قالت: لا مانع من امتلاك أبنائنا لهذه الأجهزة ولكن لابد من المتابعة المستمرة لمحتواها من برامج فهي معرضة للتأثير في فكرهم.