فضل عبدالعزيز الغامدي الموظف بالهيئة الملكية في الجبيل وهو يشتري هدايا النجاح أن تكون متوافقة مع ميول أبنائه الثلاثة الذين يقضون جل وقتهم يمارسون ألعاب الفيديو الإلكترونية، وبعد بحث قرر أن يشتري لكل واحد منهم جهاز "آي بود". أما أحمد الناجم من شركة "سابك" فاشتري لابنه خريج الثانوية جهاز آي فون 4S ليكون حافزا له لتحقيق مستوى أفضل في الجامعة.. وهكذا سيطرت التقنية على سوق هدايا النجاح لكافة الأعمار في مراحل التعليم العام أو الجامعي، فبعد أن كانت "الساعة" الهدية المفضلة لدى الكثيرين في الماضي، تركزت هذا العام على أجهزة الاتصالات الذكية التي تنوعت لتشمل "الآي فون، والآيباد، والآي بود ، والجلاكسي تاب، والبلاك بيري بمختلف أنواعها". وقال مسؤول البيع بأحد محلات الإلكترونيات بالجبيل، مفيد السفياني، إن هدايا النجاح أخذت طابعا مختلفا هذا العام، وأردف "إن نسبة المبيعات زادت خلال هذا الأسبوع عما كانت عليه سابقا بنسبة 70%، وإن أجهزة "الآي بود" استأثر بها الطلاب من سن 6 وحتى 14 سنوات، في حين كان إقبال طلاب وطالبات المرحلة الثانوية والجامعية على أجهزة الآيباد والجالاكسي تاب، يليهما البلاك بيري". ويقول مندوب المبيعات بإحدى مؤسسات الإلكترونيات بالجبيل، نعمان أحمد دغيم، "شهدت مبيعاتنا في هذا الأسبوع زيادة أكثر عن 20% نتيجة لما قدمته شركات الإلكترونيات من عروض تخفيض حقيقية بمناسبة موسم نهاية العام الدراسي، والنجاح. وقد استثمر كثير من موظفي الشركات اتفاقيات البيع المخفض لشراء الهدايا لأبنائهم"، مشيرا إلى أن الفتيات يفضلن أن تكون الهدية أجهزة الآيباد، أو الآي فون، في حين يفضل الشباب أجهزة اللاب توب الحديثة". ويعلق مستشار العلاقات الأسرية والاجتماعية الدكتور زهير خشيم، ويقول إن "الهدية في العلاقات الإنسانية رمز لتقوية العلاقة، وتعبير عن المحبة، فهي رسالة مباشرة تعبر عن حب، أو تقدير، أو شكر بين طرفين.. مرسل ومستقبل"، ونصح بأن يتعرف المهدي على احتياجات المهدى إليه، ليشتري هدية تلبي حاجة حقيقية لديه، ويحاول إيصالها له في قالب جميل يعزز الهدف منها، وهو تعزيز الرابط الاجتماعي والأسري، ومن ذلك هدايا النجاح نهاية العام. ومن جانبه قال اختصاصي علم النفس الاجتماعي بالهيئة الملكية في الجبيل سعيد بن ذيبة إلى "الوطن" إن الهدية يجب أن تكون جزءا من ثقافتنا الحياتية، وأحد أنماط المعاملة والمشاركة في كافة المناسبات، بما فيها مناسبات النجاح، وأسلوبا للتواصل بين الأفراد في الأسرة الواحدة، أو المجتمع بشكل عام. وأضاف أن " الهدية تخضع لأمور كثيرة منها العمر، والنوع، والمناسبة، وثقافة المجتمع، واهتمامات الفرد واحتياجاته"، مشيرا إلى أن الهدية تلغي الأفكار والأحاسيس السلبية بين طرفيها، بل تتجاوز ذلك إلى تعزيز الحب، والتغاضي عن الزلات، والتنازل عن الأخطاء، والتماس العذر بينهما.. وأكد ابن ذيبة أن الهدية إحساس راق يجب أن يدوم، ويستثمر لتعزيز تلك القيم، والاتجاهات الإنسانية في حياتنا.