دعت أحزاب المعارضة الرئيسية في السودان أمس الاول إلى تنظيم إضرابات واعتصامات ومظاهرات للإطاحة بحكومة الرئيس عمر حسن البشير، ملقية بثقلها وراء الاحتجاجات المناهضة لاجراءات التقشف، حسبما ذكرت رويترز.، كما وقعت اتفاقا يدعو إلى نضال سياسي جماعي سلمي بكل أشكاله للإطاحة بالنظام، بما في ذلك الإضرابات والمظاهرات السلمية والاعتصامات والعصيان المدني. وقال فاروق أبو عيسى، رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني، وهو «مظلة» ينضوي تحت لوائها مجموعة من أحزاب المعارضة بعد توقيع الاتفاق نريد أن نحشد شعبنا وأن ننظمه حتى يقفوا بثبات معنا في تحقيق هدفنا للإطاحة بهذا النظام، ولم يتضح متى سيحاول زعماء المعارضة الخروج بأنصارهم إلى الشوارع بأعداد كبيرة، لكن نشطاء دعوا إلى مزيد من المظاهرات اليوم تحت شعار «جمعة شذاذ الافاق» والتي سبقتها الجمعة الماضية «جمعة لحس الكوع»، وقالت الوثيقة: إنه في حالة خلع الرئيس السوداني البشير، الذي تولى السلطة بانقلاب أبيض في العام 1989 وحزبه المؤتمر الوطني الحاكم فسيجري إعلان وقف لإطلاق النار على جميع الجبهات ضد حركات التمرد المسلحة المتعددة في السودان، ووافقت الأحزاب أيضا على إلغاء قوانين تقيد الحريات وعقد مؤتمر دستوري وطني وإعداد البلاد لانتخابات حرة وتنفيذ مجموعة من الإصلاحات الأخرى. من جهتها قللت الحكومة من أهمية الاحتجاجات، وقال المسؤول المتنفذ في حزب المؤتمر الحاكم ربيع عبدالعاطي، إن أحزاب المعارضة ليس لديها الزخم الشعبي الذي يمكنها من تحويل وعودها إلى أفعال، وأضاف قائلا ليس لديها دعم من الشعب... نحن غير منزعجين مما يقولونه. الى ذلك وصل وفد من الحركة الشعبية لتحرير السودان « قطاع الشمال» ضم رئيس الحركة الشعبية مالك عقار والامين العام ياسر سعيد عرمان الى باريس امس الاول ووجد الوفد حفاوة بالغة في باريس ودخل في اجتماعات مع مسؤولين فرنسيين من الحزب الاشتراكي الحاكم في قصر الاليزيه تناولت الوضع الانساني في منطقتي جبال النوبة والنيل الازرق بالاضافة الى مطالبات وفد الحركة الشعبية بضرورة ان تلعب فرنسا دورا لوقف عمليات ما تسميه قمع الحكومة السودانية للمتظاهرين في الانتفاضة الشعبية التي تنتظم البلاد هذه الايام واطلاق سراح المعتقلين وقضايا التغيير والبديل في حكم السودان بشكل عام. وفي سياق متصل قالت مريم الصادق المهدى القيادية في «حزب الأمة» السوداني المعارض ان الحركة الاحتجاجية في السودان التي بدأت منددة بالوضع المعيشي تحولت إلى المطالبة بإسقاط النظام، وبينت في تصريحات صحفية عن طموحها في أن يخاطب هذا التغيير الحقيقي والشامل جميع القضايا بما فيها الحرب والسلام والاحتقانات السياسية، وعلى الأخص القضية الاقتصادية لأنها تعكس الفشل السياسي في إدارة البلاد من قبل الحزب الحاكم، واشارت الى ان الأمر ليس سهلًا بل شديد الصعوبة، لكن الخطر الأكبر يتمثل ببقاء الوضع على حاله، لذا نحن ماضون في النضال. وقالت المهدي إن الثورة في السودان اندلعت منذ فترة طويلة في عديد من المناطق مثل دارفور وغيرها، ممن رفعوا السلاح معبّرين عن تطلعات مشروعة مُنعوا منها، والآن آن الأوان لتحرك شعبي يحقق طموحات السودانيين في التغيير الإيجابي.