تمكنت جمعية حماية الأسرة الخيرية بجدة «حماية» التي تعنى بالحد من العنف الأسري ورعاية وتأهيل وعلاج ضحاياه وأسرهم وترعى أكثر من 50 أسرة معنفة من إنهاء دورة تنسيق الزهور وتغليف الهدايا التي نظمتها الجمعية على مدى ثلاثة أسابيع ضمن برنامج «تمكين» الذي أطلقته مؤخرًا والمشتمل على منظومة من الدورات التأهيلية التدريبية لضحايا العنف الأسري من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 20 و45 عامًا بمختلف مستويات تعليمهن بين المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية بهدف رعاية الفئات المستهدفة من الدورة وهن الفتيات المعنفات ليكن قادرات على الإنتاج بعد تأهيلهن. وكشفت رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بالجمعية غادة بستنجي أن دورة تنسيق الزهور وتغليف الهدايا التحق بها 20 فتاة ويتعرفن جميعهن على اختيار الخامات المناسبة التي تتناسب مع الذوق الرفيع الراقي كتنسيق «البوكيهات» بأفكار جذابة ولافتة لمساعدة الحالات في إيجاد فرص عمل لها وبث الثقة في أنفسهن وتعزيز ذاتهن بانجاز عمل جميل يعبر عما بداخلهن من إمكانيات. وأضافت أن الدورة التي قدمت بواقع 27 ساعة تدريبية سيتم خلالها بيع إنتاج الملتحقات بها في البازارات والمناسبات الاجتماعية التي تشارك فيها الجمعية وتخصيص نسبة من الفائدة المادية للمنتج لصالح الحالة من باب التشجيع على الإنتاج. من جانب آخر نظمت الجمعية أمس حفلًا خاصًا وتكريميا ل 40 طفلًا ولأبناء الأسر المعنفة بمشاركة قسمي الخدمة الاجتماعية والعلاقات العامة والإعلام بالجمعية بهدف إدخال جو من المرح والسعادة على قلوب الأمهات وأطفالهن وتشجيعهم على التقدم والتفاؤل بمستقبل مشرق بإذن الله وذلك بمقر «فن تايم» بمحافظة جدة. وشددت على دور القطاع الخاص في دعم برامج المسؤولية الاجتماعية وبالأخص ممثلي المشروعات السياحية لاستضافة مثل هذه الفعاليات ذات الطابع الاجتماعي مما يعزز دور الدولة في الرقي بالعمل الاجتماعي وتسخير البيئة التي تساعده على الاستمرار والتطور والذي كان له بالغ الأثر في تمكين الجمعية من أداء مهامها وتحقيق رسالتها كإحدى الجمعيات العريقة في المملكة المهتمة بشأن الأسرة والطفل. وأكدت على أن الجمعية تولي الجانب الاجتماعي اهتماما كبيرا وتحاول خلق مناخ أسري للأطفال المستهدفين ومعرفة ميولهم والتواصل في هذا الجانب مع الأسرة والمدرسة وإعدادهم وتثقيفهم ليكون لهم شأن في المستقبل إلى جانب الحرص على حمايتهم من العنف الأسري والإهمال والعقاب الجسدي وبيان وشرح الأضرار المترتبة على ذلك من حصول إصابات بالغة لدى الأطفال قد تتعدى ذلك إلى الإعاقة الدائمة لديهم. واعتبرت العنف الأسري من أهم المشاكل الاجتماعية التي تواجه أي دولة لارتباطها بأساس تكوين المجتمعات وتربيتها وهي الأسرة التي هي اللبنة الأساسية في بناء الدول المتقدمة مشددة على ضرورة توافر الجهود للحفاظ على الأسر مترابطة والارتقاء بها وذلك بمشاركة المؤسسات الحكومية والخاصة في تنفيذ البرامج وإعداد الدراسات اللازمة لتطوير الأسرة لمواجهة ومعالجة قضايا العنف الأسري. ونوهت بستنجي الى أن جمعية حماية الأسرة الخيرية «حماية» في جدة ومن خلال تجربتها في التعامل مع ضحايا العنف الأسري وكوادرها البشرية المتخصصة تسعى للحد من العنف الأسري والعمل على رعاية وتأهيل وعلاج ضحايا العنف الأسري وأسرهم وتنفيذ برامج توعوية تثقيفية وتدريب العاملين والمتخصصين في المجال من أجل تقديم أفضل الخدمات إضافة إلى التعاون مع الجهات الرسمية ذات الصلة بقضية العنف الأسري واللجان الرسمية والأهلية فضلا عن التنسيق مع لجنة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية لمباشرة الحالات المعنفة في منطقة مكةالمكرمة.