أشار أحد تقارير قناة العربية الفضائية حول الاختناقات المرورية وتأثيراتها السلبية على اقتصاديات بعض الدول حيث أبرزت مدينة ميلانو الايطالية الأسوأ بين مدن أوروبا معاناة للزحام المروري تليها العاصمة البلجيكية "بروكسل " حيث أن عنصر الكثافة السكانية يعد الأكثر ديناميكية من أي متغير آخر فهناك علاقة طردية بين الكثافة السكانية من جهة ، والكثافة المرورية لبعض المدن من جهة أخرى . المتابع لظاهرة الازدحام المروري الذي تشهده مدن المملكة يوقن بأننا على شفا اعتلاء القمة الهرمية للاختناقات المرورية بين الدول العربية ، فإذا كان هذا حال سبيلنا وتعداد السكان بالمملكة حوالي 28 مليون نسمة ، فماذا سوف يحدث عندما يصل تعدادنا 50 مليون نسمة بعد خمسة عشرة عاماً ؟ فهل هناك آلية لتطوير وتخطيط شبكات الطرق تعتزم أمانات المدن الرئيسية تنفيذها لتسهم في حل ضعف الطاقة الاستيعابية لشبكة الطرق الحالية ؟ هل لدينا رؤية مستقبلية لاستيعاب الكثافة المرورية لمدننا للخمسة عقود القادمة ؟ هل فشلنا في إيجاد ديناميكية التوسع في مشروعات النقل العام داخل المدن لتجاوز تلك الأزمة ؟ تعد الاختناقات المرورية ماردا شرسا يؤرق مضاجعنا ويسلبنا السكينة وتمثل استنزافا ماديا ومعنويا للمواطن بسبب حجم الإجهاد والتوتر الذي ينتاب مرتادي الطرق يومياً ومصدراً للتلوث البيئي بكافة صوره وأشكاله. والذي بدوره ينعكس سلبياً نحو تدني مستوى الأداء والإنتاجية لطبقات المجتمع المختلفة ، وقد آن الأوان لدراسة إزالة الميادين التي تشكل عبئاً ببعض المدن ذات الكثافة المرورية كحل مؤقت للإسهام في انسياب الحركة الى حين وضع إستراتيجية مرورية لشبكات الطرق للخمسين عاماً القادمة وأيضاً تفعيل مشروعات النقل داخل المدن للقضاء على ظاهرة الكثافة المرورية. همسة : هناك حاجة ماسة لتكثيف الجهود لإيجاد حلول سريعة و آليات مرورية لشبكات الطرق لتواكب النهضة الحضارية وإلا سنتعرض لخسائر فادحة ينوء تحت ثقلها كافة فئات المجتمع [email protected]