أنا أم لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات ونصف السنة، استطعت بفضل الله جمع خبرات متنوعة حول تربية الطفل والتي استفدت منها في تربية ابني لما للتربية من أهمية في حياة الإنسان، إلا أنني أعاني الآن مع طفلي من عدم تخليه عن الدفاع عن نفسه، فمثلا إذا دفعه أحد الأطفال يغضب بسرعة ويندفع نحوه ليضربه، وإذا حاولت منعه يبدأ يصرخ ويبكي.. ما العمل؟ بداية أود شكرك على جهدك العظيم في بناء إنسان يفيد نفسه ثم أمته والذي أسأل الله أن يكون ذخرا لك وللأمة، وبالنسبة للاستشارة فإن الدفاع عن الذات لدى الأطفال أمر موجود وطبيعي، وله أشكال ومناحٍ عدة، فتارة يدافع الطفل عن نفسه بخيال غير دقيق، وتارة بأن يرمي عيوبه على الآخرين وهو ما يسمى بالإسقاط، وتارة أخرى بالعدوان وهو الأكثر انتشارا، سواء كان العدوان اللفظي كالتجريح، أو العدوان الجسدي كالضرب. وبالنسبة لدفاع الطفل عن نفسه ينبغي لنا أن نراعي جانبين مهمين، أولا كون الطفل مُعتدى عليه، ما يجعلنا ننظر للأمر بشيء من الإيجابية أحيانا، بمعنى تكرار منع الأب والأم الطفل من الدفاع عن نفسه فقد يؤثر ذلك على شخصيته حاليا ومستقبليا، فحاليا قد يسبب له نوعا من الكبت أوالضغط النفسي الداخلي، والذي سيحاول تفريغه بأساليب متنوعة كقضم الأظافر، والتبول الليلي، وغيرها من الأساليب الشائعة، أما مستقبليا فقد نصنع من الطفل شخصية انهزامية يُعتدى عليها وتلتزم الصمت، ما يجعل الطفل جبانا يهاب من حوله، ثانيا: كون الطفل يعتدي على غيره بدون سبب واضح ، ما يجعله ينشأ عدوانيا يعتدي على غيره بدون سبب، والذي لا وجود له عند طفلك. ومن هنا لا بد أن نتوازن في هذا الجانب حتى نصنع شابًا ذا شخصية متزنة وناجحة لا يستخف بها الآخرون، بحيث نساعده في الدفاع عن نفسه مع الاهتمام بأن تكون ردة الفعل في الإطار المقبول عبر توجيهه لتفريغ شيء من التوتر من خلال الألعاب، الرياضة، التعبير وإطلاق الخيال وغيره من الوسائل والطرق.