حظي معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى المقام حالياً تحت شعار (كن داعياً) في مدينة الباحة خلال الأيام الماضية بإقبال كبير من الزوار على مختلف أعمارهم وجنسياتهم، حيث بلغ عدد من زاره منذ افتتاحه يوم الثلاثاء الماضي، (634ر17) زائراً، وعدد زائريه ليوم الجمعة فقط (132ر5) زائراً. وقد ألقى الدكتور سعد بن عبدالله البريك الداعية الإسلامي المعروف، محاضرة بعنوان : (وسائل الدعوة الحديثة حكمها أهميتها ونتائجها)، بقاعة المحاضرات بمقر المعرض . وأبان أن دين الإسلام دين عالمي ولابد من عالمية الوسائل ، والمسلم مطالب باستغلال هذه الوسائل على الوجه الشرعي أي الذي لا يتعارض مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فآلة التصوير تُستغلُ ناقلةً لذكر الله والمنافسة في طاعة الله والدعوة الى الله عزوجل وتشجيع الأبناء الى كل خير ونتمنى نشأتهم على طاعة الله سبحانه وتعالى. وتطرق فضيلته الى أغلب الوسائل المعاصرة والأكثر استعمالاً وهي اليوتيوب وتويتر والفيسبوك والتي أصبح له التأثير الكبير وكسر الحواجز بين الأفراد، وبات ضرورياً أن نقف وقفة متأنية لنرصد السلبيات والإيجابيات، وخاصة أن هذا الإعلام الجديد استطاع أن يوظف التقنية الحديثة بطاقة قصوى من خلال الشبكات الاجتماعية في زمن قياسي لو قارناه بوسائل الإعلام التقليدي لوجدنا فرقاً عجيباً مثلاً الإذاعة أول ما خرجت احتاجت إلى (38) عاما حتى بلغ عدد المستمعين خمسين مليونا، والتلفزيون أحتاج إلى (13) عاما حتى وصل إلى خمسين مليون مشاهد. في حين بلغ مستخدمو اليوتيوب الآن مئة مليون شخص، ومستخدمو الإنترنت أكثر من مليار فرد . وأشار فضيلته إلى أن الإدمان على وسائل الإعلام التقليدية أصبح محدوداً مقابل هذا ارتفعت أسهم الوسائل الإعلامية الجديدة لتتحول الى أداة رئيسية من أدوات بناء الدول اقتصاديا وسياسياً واجتماعيا، بل باتت مؤثرة على صُنّاع القرار في مراعاة كثير من المجالات، والأوضاع الأمنية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية في كثير من الدول واصبح الإعلام الجديد فعالاً وله دور في ضبط الأمن والعناية به وربما إذا غفلنا عن توجيهه توجيهاً سليما أن يستغله المجرمون في الإخلال بالأمن . وبيّن الدكتور البريك أن هناك مجموعات قامت وتواصت وتنظمت في الرسالة الإعلامية الدعوية لقضية محددة، ومجموعات قامت بالتعريف بالإسلام، وأخرى قامت بالدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومجموعات تنادت لحجب المواقع الإباحية، وغيرها من المجموعات التي حققت خيراً كثيراً وكان من أبرزها المجموعات التي دافعت عن عقيدة أهل السنة والجماعة في مواجهة انتشار أو نشر عقائد الرافضة . وتناول الحديث عن الانترنت فقال: الآن على الشبكة العنكبوتية الانترنت وعن طريق وسائل اليوتيوب، وتويتر، والفيس بوك، وغيرها هناك من يقوم باستخدامها في صالح تثبيت إخواننا في سوريا، والتحريض على عونهم، والعناية بهم، وهكذا العقلاء لا يدعون فرصة إلا وأستغلوها للخير الذي يرضونه . مبينا أن من إيجابيات الإعلام الجديد الدور الإغاثي، فهذه الوسائل قادرة على أن تنقل الخبر والصورة بوقت سريع، وكلنا يعلم من نتائج الحملة الإعلامية عبر وسائل الإعلام الجديد في إنقاذ المسلمين في الصومال، والتبرع لهم كما يجرى في سوريا، مبرزاً إيجابيات هذا الإعلام على قدرته على التواصل مع الآخرين. وحذّر البريك من أن هذه الوسائل الإعلامية لها سلبيات، فجانب الشهوات حدث ولا حرج، حيث أصبحت هذه الوسائل وسيلة سريعة يصعب السيطرة عليها وحجب كثير من المواقع التي تتفلت منها الصور المشبوهة والأمور التي لا تليق، كما أصبحت وسيلة تجسس رهيبة، مورداً الكثير من الأمثلة على ذلك . وقد سلّم وكيل وزارة الشؤون الإٍسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون الدعوة نائب رئيس اللجنة المنظمة لمعرض (كن داعياً) عبدالرحمن بن غنام الغنام درعاً تذكارياً بهذه المناسبة لفضيلة الدكتور سعد البريك على ما قام به من جهود في الدعوة إلى الله من خلال مشاركته في البرنامج الدعوي للمعرض.