عقب أول يوم لمعرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى (كن داعيا) الرابع عشرة المقام خلف مصلى العيد بمدينة تبوك ، افتتح يوم الاثنين السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر 1433ه أبوابه أمام زواره من الرجال عقب أربعة أيام مضت خصصت للنساء ، حيث تدفقت جموع الجمهور من مواطنين ومقيمين على مختلف الأعمار والثقافات من الصباح الباكر جاؤوا أفراداً وجماعات ، ومنهم جاؤوا كوفود طلابية أسراباً أسراباً منتظرين هذه اللحظات الحاسمة التي سيتمكنون فيها من رؤية هذا المعرض الذي ذاع صيته بينهم منذ أكثر من شهر وهم ينتظرونه بفارغ الصبر ، ليمتعوا ناظريهم بمشاهدة محتوياته ومقتنياته التي تضمها الأجنحة الخاصة بالجهات المشاركة من المؤسسات الحكومية والأهلية والخيرية والدعوية والبالغ عددها (95) جهة . وفي إحصائية صدرت عن اللجنة المنظمة للمعرض كالعادة ، بلغ عدد الزائرين للمعرض حتى نهاية هذا اليوم للفترة الصباحية فقط (904ر3) زائراً من مختلف الأعمار ، منهم طلاب مدارس وجامعات ومعاهد في منطقة تبوك ، كما بلغ عدد زوار المعرض في الفترة المسائية من اليوم نفسه (086ر21) زائراً ؛ ليصبح إجمالي عدد الزائرين منذ افتتاح المعرض يوم الثلاثاء العشرين من الشهر نفسه (951ر146) زائراً وزائرة ، منهم (616ر99) زائرة . وعلى صعيد ذي صلة ، وضمن البرامج الدعوية الرئيس المصاحبة للمعرض ، ألقيت محاضرة عقب صلاة مغرب اليوم ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكان عنوانها : (الإستدلال عند أهل السنة والجماعة) . وبعد الثناء على الله وشكره ، قال الدكتور العقل : إن مهمات حفظ الدين قد تكفل الله بحفظه ، والتي يجب على المسلمين دائماً أن يسعوا إلى بذل الوسائل التي تخدم الضمانات التي ضمن الله حفظ هذا الدين إلى قيام الساعة ، مبيناً أن الدين محفوظ بمصادر الوحي (القرآن) ، وما صح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ومحفوظ بأن الله سخر أئمة السنة بحفظ هذه المصادر لا من حيث خدمتها وحفظها فقط ، بل من حيث أيضا ً جعلوها منهجا ً للحياة , وأيضاً حفظوها بالقدوة بمعنى أنهم كانوا يشملون ما جاء في كتاب الله عز وجل ، وسنة - صلى الله عليه وسلم - في أنفسهم وفي تربيتهم للناس . وبين فضيلته أن الانحراف ابتلي بها العامة ، وابتلى بها الشباب أكثر من ذي قبل , أما الآن فإن الذين وقعوا في قضية الانحراف والاستدلال بالكتاب والسنة , يؤسفني أن أقول فئات كثيرة من شبابنا من مثقفين ومفكرين وأحيانا ً طلاب علم زلت بهم القدم ، حيث سلكوا مسالك أهل الأهواء القدامى ، وزادوا عليها بمؤثرات مثل الدراسات الإستشراقية التي تنحى منحنى منحرف بالنظر إلى كتاب والسنة والدراسات التفكيرية والأدبية وغيرها التي وردت علينا من الغرب وأيضاً من بعض الأهواء التي نشأت جديدة . وأضاف الشيخ العقل أن الذين رسموا منهج الانحراف منهج الضلال بالاستدلال منصوص على البدع والأهواء والفتن هم المؤثرون من سبايا الأمم ومن بقايا الأمم الذين قضت عليهم مدينة الإسلام الأولى ، قضت عليهم الدولة الاسلامية في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وفي عهد أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي الخلفاء الراشدين ، وفي عهد عمر وعثمان حتى توسعت الدولة الاسلامية ، حتى احتوت أكبر حضارتين في ذلك الوقت مدينة فارس ، ومدينة الروم تمثلها الدولة المجوسية الفارسية دولة كسرى ، وتمثلها دولة القياصرة . وأبان الدكتور العقل أن من سنن الله - عز وجل - خرجت طوائف كانت نتيجة مؤامرات مقننة مدروسة ممنهجة ، قام يهودي على معرفة بالديانات والحضارات ، ويملك قدرات ، ويملك شخصية وأجندة من جميع الأمم من حوله ، فإبن سبأ يهودي كان تحته سرب من العاملين من المجوس الفرس ، ومن أبناء الروم فأنشأوا في أجيال المسلمين ذلك الوقت أغراب من الشباب ، وهم على نوعين ، النوع الأول شباب العجم الذين دخلوا في الاسلام وربما بعضهم تظاهر به ، وهو كاذب والله أعلم بالأحوال ، لكننا نفترض أنهم دخلوا الاسلام لا تزال أذهانهم وأفكارهم متشبعة بالموروث , لم يتفقهوا في الدين لاسيما وأنهم كانوا في الكوفة والبصرة ليس هناك مرجعية قبلية ولا دينية لأنهما مدينتان عسكريتان ناشئتان . وأكد فضيلته أنه ليس هناك مصادر نتلقى منها الدين سوى عقيدة وأخلاق وأحكام الأ وهما الكتاب والسنة ، مشيراً إلى أنه عرف المقصود به القواعد الشرعية التي تلزم كل إنسان يريد أن يستدل في دينه بالقرآن والسنة لابد من قواعد هذه القواعد رسمها النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن وفسر بها الدين ، ثم أخذها الصحابة منهج توقيتي يعني منهج يعتبر من ثوابت الدين . وبين فضيلته أن لبعض القواعد الموجزة منها تلقي الدين ، والقاعدة الثانية كل ماصح عن النبي- صلى الله عليه وسلم - يجب القبول به ، وكذلك المرجع في فهم نصوص الكتاب والسنة ن وتلقي الدين عقيدة وأحكام هو النصوص المبينة لها ، وأيضا يجب أن يفهم أي مسلم أن من يريد أن يستنبط حكم لابد أن يكون في ذهنه سلفا أن كل أمور الدين بينها النبي- صلى الله عليه وسلم-. بعد ذلك أجاب فضيلته على أسئلة ومداخلات الحضور ، ثم قام وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد لشؤون الدعوة نائب رئيس اللجنة المنظمة لمعرض (كن داعياً) فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن غنام الغنام بتقديم درع المعرض لفضيلة الشيخ الدكتور . كما قام فضيلة وكيل الوزارة للشؤون المساجد والدعوة بتسليم درع تذكاري ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تقديراً لجهوده في العمل الدعوي .
من ضمن زوار معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى (كن داعياً) الرابع عشر المقام حالياً في مدينة تبوك ، زارت اليوم الاثنين السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر الجاري مجموعة من طلبة حلقات الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة تبوك بزيارة المعرض برفقة المشرفين على الحلقات ، ومن هذه الحلقات حلقة عبد الله بن مسعود في مسجد عبد الله بن مسعود بالمدينة العسكرية بحي سلطانة بتبوك بمرافقة 3 مشرفين وعددهم 66 طالباً ، وحلقة مسجد حذيفة بالمدينة العسكرية بحي سلطانة بتبوك والمشرف مقبول العازمي وعدد الطلاب (19) طالب ، وحلقة تحفيظ مجمع جعفر بن أبي سفيان دخل -2- ويرافقهم (4) مشرفين وعدد الطلاب(45) طالباً ، وأعقبتهم أيضاً مجموعات أخرى مثلهم . وقد أعجبوا بجناح وزارة التربية والتعليم ، وجناح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وركن المسابقات اليومية بجناح وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الذي اكتظ بعدد كبير من الزوار من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، كما أعجبوا بالأجنحة المختلفة للمعرض ، حيث وجدوا من القائمين على المعرض كل ترحيب ، مستعمين منهم إلى شرح مفصل للأجنحة المختلفة به ، وقد تلقوا الهدايا من كتب ومصاحف من جناح وزارة الشؤون الإسلامية ، وجناح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتبوك وأعجبوا بما شاهدوه . ومن ناحية أخرى ، عبر طلبة تحفيظ القرآن الكريم عن سعادتهم وسرورهم بزيارتهم للمعرض وأعجبوا بما شاهدوه من وسائل دعوية لم يشاهدوها من قبل في أجنحة المعرض المختلفة، ووصفوا المعرض بأنهم مهم جدا ً حيث عرفهم على أمر وحال الدعوة إلى الله والجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في هذا المجال . وفي لقاءات جانبية قامت بها اللجنة الإعلامية للمعرض ، أجمع عددٌ من زوار المعرض على أهمية المعرض ودقة وحسن تنظيمه في هذا الوقت بالذات لحاجة المجتمع إلى معرفة المزيد عن وسائل الدعوة إلى الله تعالى المختلفة ، وكيفية استخدامها واتخاذها لنشر الدين الإسلامي الحنيف في أرجاء المعمورة ، وأكدوا على أن المعرض جاء ليبرز جهود الدولة - حفظها الله - بدعم من ولاة الأمر فيها في خدمة الإسلام والمسلمين ، ونشر الدين الإسلامي ، ودعم المسلمين في مختلف أقطار العالم دون استثناء ، مشيدين بكل الجهود المبذولة من قبل الدولة ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في إقامة هذا المعرض الكبير . ويقول الزائر ابراهيم محمد السيد ، ويعمل في هيئة الإغاثة الاسلامية وفي نفس الوقت طالب في جامعة تبوك : إنه مسرور وسعيد بزيارته للمعرض وبما رآه من أجنحة مختلفة منها جناح هيئة الاغاثة الاسلامية التي تقدم المساعدات والإغاثة للمحتاجين ، وتكفل الايتام ، وأيضا جناح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من توجيه الناس ، مبيناً أن أكثر ما لفت نظره هو جناح المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بتبوك ، وشكر بشكل عام الجهود المبذولة في تنظيم المعرض الذي يعد من الأعمال الجبارة الكبيرة الجليلة ، وبالنسبة للتنظيم ، قال : ما كان متوقع ما شاء الله تبارك الله أن يكون بهذا ا لمستوى الراقي والعظيم من التنظيم والتنفيذ وما لفت نظري عدد الزوار الذي كان عددهم كبيرا جداً وهذا بحمد لله ، ونشكر القائمين على المعرض ونتمنى لهم مزيداً من التوفيق . ومن ناحيته ، قال الزائر عبد الله صالح الصيعري : إنه منذ فترة وهو ينتظر مثل هذا المعرض في منطقة تبوك ، والذي لفت نظره كثيرا جناح وزارة الكهرباء والمياه ، وجناح مكافحة المخدرات ، وجناح الخطوط الجوية العربية السعودية ، وكان التنظيم ملفت للنظر ونسأل الله لهم التوفيق . كما أوضح الزائر عوض الله حسن محجوب وهو سوداني يعمل في المملكة أنه زار المعرض وتجول فيه وشاهد أجنحته المختلفة ، ووصفه بأنه رائع ومميز وعلى مستوى عالي من الترتيب والتنظيم ، وقد لفت نظره جناح جامعة تبوك وجناح المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بتبوك ، ونتمنى للقائمين على المعرض الاستمرار في جلب مثل تلك المعارض ولتعم الفائدة على الجميع . ويقول محمود فلاح العطوي ، وهو مقدم ومذيع: لقد أتيت زائرا للمعرض بعد ما رأينا كثيراً من الإعلانات التي تعم شوارع تبوك وعن طرق الوسائل الاعلامية المرئية وغيرها ، وقد سرنا افتتاح سمو الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير المنطقة للمعرض ، كما سرني ما رأيته في جميع الأجنحة وتنوعها من جامعات ومكاتب لتوعية الجاليات ، وغيرها من الجهات المشاركة . ويضيف العطوي قائلاً : لقد لفت نظره منظر لمجموعة من غير المسلمين يتجاوز عددهم العشرين يتلقون محاضرة من أحد الدعاة بنفس لغتهم ، وهم في حالة ترقب واهتمام بما يسمعونه من كلمات وعظية وحديث عن محاسن هذا الدين الإسلامي ، حيث يظهر لهم لديهم الاستعداد في دخول الإسلام في المستقبل القريب إن شاء الله ، وبالنسبة للتنظيم يقول : إنه هو جيد من ناحية الدخول ، والخروج ، والمساحات ، والممرات ، وتقسيم الاجنحة وكل هذا أدى لنجاحه ، وعبر عن إعجابه وذهوله للحضور الكبير من الجمهور وكثافتهم مما يدل على نجاح المعرض إن شاء الله تعالى . ويشاركنا الحديث الزائر مجدي عبد اللطيف وهو مشرف إداري بشركة تبوك الزراعية ، فيقول : لقد سرني بشدة ما رأيته في المعرض خاصة انني زرت عدة معارض في منطقة الرياض ، وغيرها ولم يكن بتصوري انه سوف يكون هذا المعرض بهذا الحجم في منطقة تبوك ، فهنيئاً لأهالي المنطقة ، بهذا التنظيم الرائع وبهذا الصرح الدعوي الكبير ونسال الله لهم التوفيق والنجاح وشكرا لكم .