يحلم المنتخب الاسباني لكرة القدم بأن يكون أول فريق يفوز بثلاثة ألقاب متتالية في البطولات الكبيرة بإحراز لقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) التي تنطلق فعالياتها اليوم الجمعة في بولندا وأوكرانيا. وسبق للفريق أن توج بلقب يورو 2008 ثم توج بلقب كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ورغم ذلك، واجه الماتادور الاسباني شبحا مخيفا قبل بداية رحلة الدفاع عن لقبه القاري بسبب الإصابات التي حرمت الفريق من بعض عناصره الأساسية المؤثرة، ونجحت منتخبات اسبانيا وفرنسا وألمانيا في الجمع بين لقبي كأس أوروبا وكأس العالم سويا ولكن أحدا لم يحرز ثلاثة ألقاب متتالية في البطولتين مجتمعتين وهذا بالضبط هو الإنجاز الذي يحلم المنتخب الاسباني بقيادة مديره الفني فيسنتي دل بوسكي بتحقيقه من خلال يورو 2012 والتي يخوض دورها الأول ضمن المجموعة الثالثة التي تضم معه منتخبات إيطاليا وكرواتيا وأيرلندا. وقال دل بوسكي: «ستكون مهمة صعبة لنا.. كل الفرق ترغب دائما في الفوز على حامل اللقب، نعلم ذلك، ولكننا نثق في أسلوبنا ونظامنا ونتطلع إلى بداية فعاليات البطولة». ويفتقد دل بوسكي في هذه البطولة جهود كل من لاعبيه المخضرمين كارلس بويول قائد الدفاع وديفيد فيا رأس حربة الفريق واللذين ساهما بنصيب وافر في فوز الفريق بلقب يورو 2008 . وأجرى بويول مؤخرا جراحة في الركبة ليغيب عن البطولة رغم أنه يلعب دورا رئيسيا في دفاع المنتخب الاسباني منذ عام 2002 بفضل الطاقة والشجاعة، والتي يتميز بها وقدرته على دفع زملائه للأمام من خلال الروح الحماسية القوية التي يتمتع بها، كما يحالف الحظ بويول أحيانا في تسجيل هدف مؤثر. وفي المقابل، كان فيا هو المصدر الرئيسي لأهداف الفريق منذ عام 2006 ولكنه أصيب بكسر في قصبة الساق خلال مشاركته مع برشلونة في بطولة كأس العالم للأندية باليابان خلال ديسمبر الماضي. واتصل فيا هاتفيا بالمدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الاسباني قبل أيام ليبلغه بعدم قدرته على المشاركة في البطولة الأوروبية هذه المرة لأنه ليس جاهزا بعد. واعترف دل بوسكي: «الإصابتان تمثلان صدمتين قويتين لنا.. ولكنني أعتقد أن اللاعبين اللذين سيحلان مكانهما يتمتعان أيضا بإمكانيات عالية». وفي الوقت نفسه، قال المهاجم فيرناندو توريس: «بويول قائد للفريق داخل وخارج الملعب، غيابه يمثل صدمة كبيرة لنا.. عندما يتحدث داخل غرف تغيير الملابس، يستمع إليه الجميع، لديه الكثير من الخبرة ويتمتع بثقل كبير في صفوف الفريق». ويعتزم دل بوسكي نقل سيرخيو راموس من مركز الظهير الأيمن إلى مركز قلب الدفاع لتعويض غياب بويول حيث يلعب بجوار جيرارد بيكيه نجم دفاع برشلونة. وقدم راموس أداء مميزا في خط وسط ريال مدريد في الموسم المنقضي بينما تحمل بيكيه موسما متذبذبا مع برشلونة وسط شائعات عن خلافات بينه وبين جوسيب جوارديولا المدير الفني للفريق، ولكن بيكيه يبدو أنه استعاد مستواه الرائع حيث قاد برشلونة للفوز على أتلتيك بلباو في نهائي كأس ملك اسبانيا في 25 مايو الماضي. وينتظر أن يشكل راموس وبيكيه ثنائيا صلدا ورائعا في خط دفاع الفريق أمام حارس المرمى المخضرم إيكر كاسياس، ولكن المنتخب الاسباني قد يواجه مشاكل في قلب الدفاع. وكان دل بوسكي يعتزم الاستعانة باللاعب أندوني إيراولا نجم بلباو في مركز الظهير الأيمن ولكن الإصابة في كاحل القدم حالت دون الاستعانة به ليستدعي دل بوسكي اللاعب خوانفران نجم أتلتيكو مدريد بدلا منه وإن افتقد خوانفران الخبرة الدولية وقد يصبح نقطة ضعف في دفاع الفريق. وقد يحدث ذلك أيضا مع الظهير الأيسر خوردي ألبا نجم بلنسيه الشاب الذي يتميز بالانطلاق والاندفاع الهجومي ولكنه يترك مساحات شاغرة خلفه دائما وهي ما يمكن أن تستغل بواسطة الهجمات المرتدة السريعة للفرق المنافسة. وكالمعتاد، يمثل خط الوسط أبرز نقاط القوة في المنتخب الاسباني رغم الإصابات العديدة التي تعرض لها صانع اللعب تشافي هيرنانديز على مدار الموسم المنقضي. وتعتمد خطة المنتخب الاسباني كالمعتاد على استحواذ لاعبيه على الكرة والتمريرات القصيرة الدقيقة حيث لا يوجد فريق يمتلك خط وسط أفضل من نظيره في المنتخب الاسباني والذي يضم تشافي وسيرخيو بوسكيتس وتشابي ألونسو وأندريس إنيستا، كما ينتظر على مقاعد البدلاء ثلاثة مواهب أخرى هي سانتياجو كازورلا وسيسك فابريجاس وخيسوس نافاس في انتظار الفرصة المناسبة للمشاركة. ورغم ذلك، يظل السؤال الكبير هو: هل يستطيع أبطال العالم تسجيل الأهداف الكافية في غياب فيا؟.