دعا المبعوث الدولي العربي الى سوريا كوفي انان أمس الثلاثاء الرئيس السوري بشار الاسد الى «التحرك الان» واتخاذ «خطوات جريئة» لوقف العنف في البلاد، في حين القت مجزرة الحولة بثقلها على الساحة الدبلوماسية عبر لجوء عدد غير مسبوق من الدول الغربية الى طرد الدبلوماسيين السوريين من اراضيها. ومع تواصل اعمال العنف في سوريا حاصدة 40 قتيلا أمس الثلاثاء، اعلن مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو ان «هناك شبهات قوية تفيد بأن عناصر من الشبيحة متورطون في مجزرة الحولة». وقال انان في مؤتمر صحافي عقده في دمشق عقب لقائه الاسد «ناشدته اتخاذ خطوات جريئة الآن - ليس غدا، الآن - لخلق قوة دفع لتنفيذ الخطة» التي وضعها لحل الازمة في سوريا. واضاف «اسمحوا لي أن أؤكد مرة أخرى، يجب ان يتوقف العنف ويجب أن تنفذ النقاط الست للخطة» متابعا «اريد من الرئيس ان يتحرك الان». ودعا انان الحكومة وجميع القوات الداعمة لها «الى وقف جميع العمليات العسكرية وإظهار أقصى درجات ضبط النفس»، مضيفا «اناشد ايضا المعارضة المسلحة وقف اعمال العنف». وذكر انان الاسد ان المجتمع الدولي سيقوم قريبا «بمراجعة الوضع». واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء ان «التدخل المسلح في سوريا ليس مستبعدا» بعد «مجزرة» الحولة، شرط ان يتم «بعد مناقشته في مجلس الامن». وقال هولاند في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي متحدثا عن الوضع في سوريا «ان التدخل المسلح ليس مستبعدا شرط ان يتم في اطار احترام القانون الدولي، اي بعد مناقشته في مجلس الامن» التابع للامم المتحدة. واضاف «لا بد ايضا من ايجاد حل لا يكون بالضرورة عسكريا. يجب ممارسة الضغوط الان لطرد نظام بشار الاسد. علينا ان نجد حلا آخر». وعبرت واشنطن عن املها الثلاثاء في ان تشكل مجزرة الحولة «منعطفا» يدفع روسيا الى التخلي عن ترددها في اتخاذ موقف اكثر حزما ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وردا على سؤال حول تأثير المجرزة التي ارتكبت الجمعة في الحولة بوسط سوريا قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «هل سيشكل ذلك نقطة تحول في الموقف الروسي؟ آمل ذلك». في حين طالبت روسياالاممالمتحدة باجراء تحقيق «موضوعي ومحايد» بشأن مجزرة الحولة. وفي اطار تحديد المسؤوليات بالنسبة الى مجزرة الحولة اعلن متحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة ان معظم ضحايا مجزرة الحولة في سوريا اعدموا استنادا الى النتائج الاولية لتحقيق اجرته الاممالمتحدة. وقال المتحدث روبرت كولفيل خلال مؤتمر صحافي «نعتقد ان اقل من عشرين من عمليات القتل ال108 يمكن ان تنسب الى اطلاق نار بالمدفعية والدبابات». واضاف ان «معظم الضحايا الاخرين (...) اعدموا بشكل سريع في حادثين مختلفين» نسبهما سكان في المنطقة الى مسلحين من «الشبيحة» التابعين للنظام السوري. وفي الاطار نفسه قال مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو ان «هناك شبهات قوية تفيد بان عناصر من الشبيحة متورطون في هذه المجزرة في الحولة وشائعات بانهم ضالعون في اعمال عنف اخرى» في سوريا. وخلص الى القول «لا ارى اي سبب يدفع الى الاعتقاد بان طرفا ثالثا ضالع» في المجزرة. دبلوماسيا تسارعت وتيرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بشكل غير مسبوق مع اعلان الدول الاوروبية الكبرى والولايات المتحدة وكندا واستراليا طرد دبلوماسيين سوريين في عواصمها ردا على مجزرة الحولة التي خلفت 108 قتلى بوسط سوريا. وقررت واشنطن والعواصم الاوروبية الكبرى، باريس ولندن وبرلين وبلجيكا وسويسرا واسبانيا وايطاليا والمانيا، التي تسعى منذ اشهر للضغط على نظام بشار الاسد لوقف سياسة القمع، قطع العلاقة الدبلوماسية مع النظام.