تباينت مواقف الأحزاب والقوى السياسية من التحالف مع الإخوان ودعم مرشحهم الدكتور محمد مرسي ضد مرشح النظام السابق الفريق أحمد شفيق بين الترقب والشك والرفض والدعم، وتجسد ذلك واضحاً في الائتلاف حول دعوة مرسي لوفاق وطني لمنع أرباب النظام السابق من الوصول للحكم مرة أخرى، باعتبار أن فوز شفيق يعني تقويض الثورة والردة للخلف، وهو ما اجمعت عليه كل التيارات السياسية المصرية الموالية للثورة، إلا أن ثمة مخاوف من تفرد الإخوان بالحكم وسيطرتهم علي كرسي الرئاسة والبرلمان وإدارة البلاد عبر مكتب الإرشاد القائد الأول للجماعة ولحزب الحرية والعدالة، كل هذه المخاوف طرحتها القوى الوطنية بوضوح في الاجتماعات الدائرة بين قيادات الحرية والعدالة وبين القوى الوطنية والإسلامية الأخرى في محاولة لإنقاذ الثورة المصرية. ورغم أن مرسي أعلن في مؤتمره الصحفي مساء السبت أنه سيعين نائب رئيس من غير الإخوان حال فوزه وتكوين مؤسسة رئاسية وتشكيل حكومة ائتلافية واسعة بالإضافة إلى تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور تضم مختلف القوى السياسية، إلا أن القوى الوطنية طالبت بموقف جدي ومعلن من قبل الجماعة، وأنها لن تقدم شيكًا على بياض للإخوان مرة أخرى، وذلك بناءً على تجربتهم خلال الشهور الماضية وأنهم يتبعون سياسة التكويش علي كل شيء. وقال المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط إنه طلب من الدكتور مرسي تشكيل مؤسسة رئاسية وحكومة ائتلافية لا يقوم عليها إخواني وتشكيل جمعية تأسيسية للدستور تضم كل الأطياف السياسية وإلا تستمر سياسة السيطرة على كل شيء، وأن يتعلم الإخوان من تجربة الشهور الماضية والاعتراف بخطئهم. من جهته، أعلن الدكتور صفوت عبدالغني عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية أنهم لن يعطوا شيكًا على بياض، بل لابد أن تكون هناك ضمانات يتم الإعلان عنها بالانفتاح على كافة القوى الوطنية. فيما، قال رئيس لجنة الشؤون العربية السابق الدكتور مصطفى الفقي «إن المشهد السياسي المصري يشهد حالة استقطاب غير مسبوقة، والناخب المصري في موقف صعب وعليه الاختيار إما الإخوان أو النظام السابق، وكلاهما يثير مخاوف في الشارع المصري وأن ممارسة الإخوان للعمل السياسي في الفترة الماضية أثارت شكوكًا لدى البعض بمساعيهم للانفراد بالسلطة. من جانبه، أفاد رئيس حزب الجبهة الديمقراطية الدكتور السعيد كامل بأن «القوى السياسية لديها «شكوك» في ممارسات الإخوان، وهم في أمس الحاجة للقوى السياسية لدعم مرشحهم، وكانوا حتى وقت قريب يغمرهم «بريق» القوة التي حصلوا عليها فى الانتخابات البرلمانية ولم تتحقق لهم في الرئاسية»، مشيرًا إلى أن خروج الإخوان من «مأزق الرئاسية» يفرض عليهم تقديم تطمينات من أجل استعادة وفاق وطني حول الرئيس والحكومة وتأسيسية الدستور.