تتصدر عملية إعادة بناء خريطة «التحالفات» الجديدة، المشهد السياسي المصري منذ ظهور النتائج «غير الرسمية» للانتخابات الرئاسية، ولم ينتظر «فرسي رهان» جولة الإعادة إعلان اللجنة العليا للانتخابات النتائج الرسمية بعد غدٍ الثلاثاء، عبر الاتصالات المكثفة والمشاورات مع «الخاسرين» للحصول على أصوات أنصارهم في الجولة الأولى. وبدأت جماعة الإخوان الاتصال بمنافسيها السياسيين من بينهم مرشحون خرجوا من السباق الرئاسي في محاولة منها لحشد الدعم لمرشحها محمد مرسي الذي سيخوض جولة الإعادة أمام أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وقالت الجماعة في مؤتمر صحافي لنائب رئيس حزب الحرية والعدالة والقيادي بالجماعة الدكتور عصام العريان: إن محاولات مستميتة من جانب «الفلول» من أجل إعادة إنتاج النظام القديم ب»حلة جديدة». ودعا العريان الأحزاب التي أيدت الثورة وأطاحت بمبارك من السلطة إلى «التوحد من جديد حتى لا تسرق منا الثورة وحتى لا تضيع هذه الدماء هباء». ويسعى الإخوان إلى تشكيل «فريق رئاسي» يضم حمدين صباحي الذي حل ثالثًا فى الجولة الانتخابية الأولى، والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الذى حل رابعًا، حيث يحظى صباحي وأبو الفتوح بدعم وتأييد القوى الثورية، وحصلا «مجتمعين» على ما يقرب من عشرة ملايين صوت في الجولة الأولى، وهو ما يدفع بالمرشح الاخوانى محمد مرسي للحصول على غالبية هذه الكتلة التصويتية في جولة الإعادة، وتحقق هذه الخطوة ترجيح كفة مرسي للفوز بالرئاسة المصرية. ويواجه الإخوان عدة عقبات تعرقل مساعيهم في إقامة التحالف الجديد بسبب السوابق التاريخية للممارسة «الاخوانية» منذ سقوط النظام السابق واتهامها من قبل القوى الثورية والمدنية ب «سرقة» الثورة والعمل على «احتكار» السلطة ب «تمهيش» و «إقصاء» باقي القوى السياسية، وتجسد ذلك في تشكيل لجان مجلسي الشعب والشورى وتشكيل «تأسيسية الدستور»، وتشترط القوى الثورية وائتلافات شباب الثورة لدعم مرشح الإخوان تشكيل فريق رئاسي يضم صباحي وأبو الفتوح، ومنح رئاسة الحكومة للقوى المدنية المتحالفة مع الإخوان، والإعلان الفوري عن تشكيل «تأسيسية الدستور» بصورة ترضي جميع القوى السياسية. فى المقابل، بدأ المرشح أحمد شفيق في بث رسائل جديدة للقوى الثورية وقطاعات المجتمع المدني، تهدف إلى الحصول على أنصار المرشح عمرو موسى، وضم بعض من أنصار حمدين صباحي، ويسعى شفيق إلى حث «حزب الكنبة» للمشاركة بكثافة في جولة الإعادة للتقليل من قدرات التيار الإسلامى في الحشد. وواصل شفيق رسائل تطمينات للإخوان، حيث قال إنه لا يرى أي غضاضة في فكرة تشكيل حكومة برئاسة الإخوان، ويسعى شفيق من وراء التصريح تكريس صفة «المرونة» فى تعامله السياسي وللرد على رسائل التخويف من جانب خصومه ب «الانتقام» من الثورة والثوار، حيث نسب للمتحدث الاعلامى لشفيق قوله «الثورة انتهت» مما استفز شباب الثورة وزاد من الاستقطاب والحشد الثوري ضد شفيق.