يعقد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض اليوم الاثنين، قمتهم التشاورية الرابعة عشرة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي وجه في قمة الرياض الأخيرة الدعوة إلى الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد. وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام البحريني سميرة رجب إن «مشروع الاتحاد الخليجي مطروح على جدول أعمال القمة». وأضافت أن «الاتحاد يمكن أن يبدأ بعضوين أو ثلاثة من الدول الأعضاء». وكشفت مصادر دبلوماسية خليجية أن القادة الخليجيين سيناقشون في قمتهم الأوضاع السياسية في المنطقة وفي مقدمتها الأحداث المؤلمة التي تشهدها دول عربية شقيقة والعلاقات مع إيران، إضافة إلى مسيرة التعاون بين دول المجلس الست في مختلف الأصعدة وخاصة الأمنية والاقتصادية. كما سيناقش القادة تداعيات زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الاستفزازية إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول الخليجية. إلى ذلك، قال الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني إن القادة سيطلعون على تقرير موجز حول مسيرة التعاون المشترك بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتوصيات المجلس الوزاري بشأن المرئيات النهائية للهيئة المتخصصة التي سبق تشكيلها من الدول الأعضاء لهذا الغرض». وأضاف أن القادة «سيستعرضون آخر المستجدات الإقليمية والعربية والدولية». فيما قال عضو مجلس الشورى الدكتور صالح النملة ل «المدينة» إن انتقال دول المجلس من «التعاون» إلى «الاتحاد»، يجعل منها دولاً ذات قوة اقتصادية قادرة على الحفاظ على مقدراتها، كما يدفعها إلى العمل بشكل واحد تجاه القضايا الدولية والإقليمية، مما يعطي مزيدًا من القوة لمواجهة المخاطر والتهديدات. وأضاف أن طرح خادم الحرمين الشريفين لهذه المبادرة، ينم عن شخصيته وحرصه على المكتسبات التي حققتها دول المجلس. وتابع: إن اجتماع قادة دول مجلس التعاون في الرياض اليوم يدفعنا إلى التفاؤل بحكمتهم في تقدير أخطار المنطقة وتجنيب دولهم وشعوبها أي مآزق محتملة سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي. وأكد تطلعه كمواطن خليجي إلى ترسيخ اللحمة الاقتصادية والانتهاء من الاتفاقيات التي وقع عليها والتي هي في طور الدراسة، لوضعها موضع التنفيذ. وأعرب عن أمله في حسم ملف التقارب السياسي والتنسيق في مجالات السياسة الخارجية والقضايا الدولية عبر آلية تسمح لدول الخليج باتخاذ مواقف محددة وموحدة تجاه القضايا المختلفة وأن يعبر عنها بصوت واحد.