برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الدورة الحالية للمجس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يعقد قادة دول المجلس يوم غد لقاءهم التشاوري الرابع عشر في مدينة الرياض. وسيكون خادم الحرمين الشريفين على رأس مستقبلي أخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس. ويتابع أصحاب الجلالة والسمو خلال اللقاء مسيرة العمل المشترك بجوانبه السياسية والاقتصادية والأمنية سعياً لتحقيق المزيد من طموحات أبناء المجلس من التلاحم والتعاون والتقدم , ويستعرض القادة في لقائهم آخر المستجدات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما سيناقش اللقاء الخطوات العملية لانتقال المجلس من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بناءً على تقرير اللجنة التي شكلتها دول مجلس التعاون الخليجي لدراسة الاقتراح الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في القمة الخليجية التي عقدت بالرياض العام الماضي 2011 م حول الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد حيث أعلن ذلك - رعاه الله - في كلمته التي استهل بها الجلسة الافتتاحية للقمة قائلاً “ لقد علمنا التاريخ والتجارب أن لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع ،وهذا أمر لا نقبله جميعاً لأوطاننا واستقرارنا وأمننا لذلك أطلب منكم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد “. ويأتي مطلب الملك المفدى في ظل التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي التي تستدعي اليقظة ووحدة الصف والكلمة مؤكداً - رعاه الله - أن الخليج مستهدف في أمنه واستقراره ،وهو ما أكده في كلمته حين قال “ نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة، ولا شك أنكم جميعاً تعلمون أننا مستهدفون بأمننا واستقرارنا، لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا “. ويعقد اللقاء التشاوري الرابع عشر لقادة دول المجلس في ظل ظروف بالغة الدقة خاصة على صعيد قضايا الاستقرار والأمن الإقليمي لدول المجلس. ويجسد هذا اللقاء التلاحم القوي القائم بين شعوب دول المجلس وقياداتها في مواجهة الدعوات المغرضة والتدخلات الخارجية التي تستهدف وحدة وأمن دول المجلس ويجسد الوحدة الحقيقية والترابط بين القيادة والشعب كما يجسد ما يكنه مواطنو دول المجلس من وفاء وحب واعتزاز لقادتهم من أجل استمرار النهوض بهذا الصرح الخليجي العملاق. والمتتبع لمواقف دول المجلس يرى أنها لم تقف في احتواء أزماتها عند مملكة البحرين فحسب , بل حرصت على وقف نزيف الدم في الجمهورية اليمنية والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن فكانت المبادرة الخليجية هي الحل الأمثل والأنجع لتسوية الأزمة اليمنية ,بالإضافة إلى تجديد موقف دول المجلس تجاه قضية الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية ودعم حق السيادة لدولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث ,ودعوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الاستجابة لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمع الدولي لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أهمية انعقاده في هذا الوقت للتشاور حول آخر المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية ، مشيراً إلى أن اللقاءات التشاورية تعكس حرص أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس - حفظهم الله ورعاهم - على المتابعة الدائمة والوثيقة لكل ما يتعلق بتحقيق آمال وتطلعات مواطني دول مجلس التعاون. وأوضح الزياني أن قادة دول المجلس سيطلعون على تقرير موجز حول مسيرة التعاون المشترك في المجالات كافة منذ انعقاد القمة الثانية والثلاثين في الرياض في شهر ديسمبر الماضي ، وخاصة ما يتعلق بمبادرة خادم الحرمين الشريفين بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الإتحاد، وتوصيات المجلس الوزاري بشأن المرئيات النهائية للهيئة المتخصصة التي سبق تشكيلها من الدول الأعضاء لهذا الغرض. وأفاد أن القادة سيستعرضون آخر المستجدات الإقليمية والعربية والدولية ، مشيراً إلى أن اللقاء التشاوري سيسبقه اجتماع خاص لوزراء الخارجية بدول مجلس التعاون ، وذلك بمقر الأمانة العامة بالرياض مساء اليوم الأحد للتحضير للقاء التشاوري لقادة دول مجلس التعاون - حفظهم الله ورعاهم -.