أحياناً، تقوم بعضُ جهاتِنا بتسريب أخبارٍ إيجابية عنها للجرائد، فتنشرها الجرائد مشكورة، ثمّ من غير أن تدري الجهات لا يُثْبِتُ السلبيات الموجودة فيها سوى هذه الأخبار، وهكذا تكشف الجهاتُ سلبياتها بيدها لا بيد زيدٍ أو عمرو!. أعطيكم خبراً مثالاً واضحاً (زيّ) قرص الشمس في عزّ نهار الصيف: في يوم الثلاثاء الماضي، وفي هذه الجريدة، وفي الصفحة الأخيرة، وفي زاوية أخبار خفيفة، أعلنت جامعة أمّ القُرى عن رصدها لجائزة ثمينة، هي عبارة عن سيّارة، للطالب الخرّيج الذي يحصد أعلى مُعدّل تراكمي عند تخرّجه من فرع الجامعة في القنفذة، وذلك لتحفيز الطلاّب، ودفعهم نحو التنافس الشريف والتفوّق العلمي، بما يمكّنهم من مواصلة دراستهم العُليا، وخدمة وطنهم!. انتهى الخبر الإيجابي، أمّا السلبية التي أثبتها فهي أنه طالما كانت الجامعة تُحفّز طلاّبها، فلماذا لم تُحفّز كذلك أكاديمياتها الحاملات للشهادات العُليا، ماجستير ودكتوراه، وعددهنّ حوالي 120، والمتعاونات معها على وظائف مؤقتة لا تليق بهنّ منذ سنوات، فتُثبّتهنّ، أولاً: تنفيذاً للأوامر الملكية، وثانياً: أسوةً بالجامعات الأخرى، وثالثاً: إحقاقاً للحق، ورابعا: إزاحةً للغبن من عليهنّ، بعد أنْ بذلْن الغالي لا الرخيص في خدمة الجامعة، برواتب أقرب لرواتب الشغّالات، وبمستقبل غير مضمون وظيفياً، حتى يخدمن وطنهنّ، ولا يكنّ عالةً عليه وعلى المجتمع!. (تِعْرِفُوا؟).. أخشى على الطالب الذي سيحصد السيارة الجائزة من مواصلته لدراسته العليا، ثمّ وقوعه في فخّ التوظّف في الجامعة كمتعاون لا رسمي، فتتحول فرحة حصوله على الجائزة لِحُزْنٍ للأبد!!. @T_algashgari [email protected]