والله، وتالله، وبالله، أفرحُ كثيراً عندما أقرأ في جرائدنا أخباراً عن نيْلِ جهاتنا الخدمية لجوائز عالمية، في مجال تخصّصها ونطاق عملها!. أقول هذا حتى لا يتّهمني مسؤولو هذه الجهات، زُوراً وظُلْماً وبُهتاناً، بأنني حاسدٌ لها ومُتحامِلٌ عليها، أو بأنني لا أوفيها حقّها المُستحقّ!. كمثال: زفّت إلينا الجرائد مؤخراً خبر نيْل شركة المياه الوطنية ل 3 جوائز عالمية في البيئة، وإدارة المياه، وتوزيعها، وهذا رائع، مبروك يا شركتنا العزيزة!. لكن في نفس توقيت نشْر الخبر طالعتنا الجرائد كذلك بأخبارٍ عن اصطفاف المواطنين في الجوف طلباً للمياه، وكأنهم في جنائز، حتى أنّ أمير الجوف صرّح لجريدة المدينة بأنه لا يقبل هذا الاصطفاف!! وعن حيّ العُريْجاء في الرياض المقطوعة عن بيوته المياه لأكثر من شهر!! وعن تجاوز شبكة المياه في نفي ل 18 عاماً دون أيّ صيانة، وتسرّب المياه منها، وإهدار المال العام المُخصّص لها!!. هنا أتساءل: هل من الطبيعي أن تنال الشركة جوائز عالمية ولديها إخفاقات محلية كثيرة؟! في محافظات صغيرة ومدن كبيرة؟! وما هي آليّة ترشيحها للجوائز العالمية؟! مَنْ يُرشّح مَنْ؟! هل تُرشّح الشركة نفسها؟! أم يُرشّحها مرجعها الإداري: وزارة المياه؟! الذي أعرفه أنّ المُرشِّح لا بُدّ وأن يكون جهة مستقلّة ومُحايدة، هذا أدنى ألاّ تحصل مجاملات، ولماذا كلّ هذه الفرحة والضجّة الإعلامية التي تعملها الشركة بسبب الجوائز؟! أخشى أنّ الجوائز صارت غاية لا وسيلة، بينما يُفترض أن يكون توفير المياه وخدمة المُواطنين هما الغاية، وأخيراً وبصفة عامّة لماذا لا تكون إدارة ترشيح جهاتنا لكلّ الجوائز من مجلس الشورى أو من مجالس المناطق؟! إنها أوْلى وأدرى بمن يستحقّ الجوائز، وبمن لا يستحقّ!!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain