للشيخ علي الطنطاوي، رحمه الله، نظرية مختلفة في الزواج!. دعوني ألخّصها ثمّ أعرّج إلى الشاهد منها!. يقول الشيخ: (نظام التعليم يُعارِض صِبغة الله، ويُخالِف طبائع النفوس، وينحرف عن حقائق الأمور، وتفصيل ذلك أنّ الله قدّر نشوء وتأجّج الغريزة الفِطرية في الإنسان في سنّ الخامسة عشرة أو نحوها، ونظام التعليم يُوجِب أن يبقى الشباب والشابات في الدراسة إلى سنّ الخامسة والعشرين، هذا للجامعة، أو فوق الثلاثين عاما للدراسة العُليا، غالبا بلا زواج، وليس الأمر محصورا في الغريزة الفطرية وما تُسبّبه من فساد أخلاقي إذا لم يكن هناك زواج، بل أنّ الدافع إلى الزواج في السنّ المتأخرة يضعف، وإن حصل زواج بعد تأخّر شديد يقلّ التكيّف المعيشي المتبادل في السلوك والعادات بين الزوجين، فتطفو الخلافات، ويكثر الطلاق، وتزداد العنوسة، وقد كان الأجداد يُعينون الشاب على أن يكون صاحب مورد مالي في العشرين من عمره ويُزوّجونه شابة في الرابعة عشرة، ولا تكاد تسمع عن طلاق أو عزوف للرجل عن الزواج أو عنوسة للمرأة في المجتمعات الماضية)!. هذه هي النظرية، وأهمّ عناصرها: نظام تعليم، تأخّر زواج، فساد أخلاقي، تكيّف معيشي بين الزوجين، طلاق، عنوسة، مورد مالي.. تُرى كيف يُعالجها أفراد مجتمعنا مع الجهات الحكومية والأهلية؟ وكيف يتعاملون معها؟ وما هي مشاكلها؟ وما هو حجمها؟ وهل يبذلون جهودا كافية وناجعة وفعّالة لحلّها؟. الجواب: لن أكدِّر صفْوكم، فقط اقرؤوا الأخبار وراجعوا الإحصائيات!. تويتر: T_algashgari@