حياة الفنان مليئة بالأحاسيس والانفعالات المختلفة، وحيث اللون يحمل شحنات المشاعر ويوحي باللامحدود بأنفاسه المتنوعة ومستوياته المعرفية والتعبيرية، يظهر كبطل له نكهته الشكلية في أعمال الفنانة التشكيلية بثينة إياز، فنرى تحولات من الواقع ومفرداته إلى الغوص وراء تعبيرية لونية تحمل معاني من البهجة والفرح باللون تحيط برموز مقتطفة من الحياة بمعالجات تجريدية متداخلة للانطلاق نحو عطاء جديد أكثر حرية.. فالجمال فى الفن كما يراه كانط هو بمثابة (تعبير) عن الأفكار الجمالية، فنقف أمام مفردات متعددة ورؤى تحمل جماليات الواقع بعيدًا عن تفصيلاته الشكلية مع الاستفادة من المستوى الجمالي للمفردات التراثية بزخرفاتها وتشكيلاتها المتنوعة فتظهر بالتقاطات مبسطة تشكل بها خطابها الفني الذي يجمع بين بنية واقعية وتجريدية ورمزية.. يظهر فيها السخاء اللوني كلغة حوارية بدرجات متناغمة تجعل العمل في توهج مستمر تجذب نغماته ذائقة المتلقي وتوحي بالطاقة الداخلية لأنساقها اللونية التي تظهر كوحدة تكوين لونية منسجمة فيضفي اللون حيوية وحركة لمشهدها البصري الذي لا يخلو من شخوص إنسانية تتعامل معهم كمادة حية فتظهر كبؤرة للتعبير عن هموم الإنسان ومكنوناته الداخلية بوجوه مختفية الملامح يغلفها الصمت.. تتجه أحيانًا نحو تفتيت مساحاتها اللونية بضربات انفعالية للنسيج اللوني في خلفياتها فتتجلى إيقاعات بصرية وتداخلات لونية صاخبة وهادئة يبرز في معظمها التضاد اللوني.. وعلى مستوى البناء الفني للوحة نجد لوحاتها تتميز بالبساطة والإيقاع اللوني تتبع إحساسها العفوي في إيصال أفكارها وانفعالاتها مبتعدة في معظم أعمالها عن قواعد المنظور ونسب الأشكال محاولة تحريفها وتجريدها دون التقيد بمشابهة الواقع فتتداخل الزخارف مع المفردات بينما تظهر المساجد والمآذن في بعض الأعمال كقيم روحانية تتداخل بزخارف نباتية وأغصان مزهرة كمحاولة لإدخال لغة تجريدية ولتضيف قيما دينية تعبيرية مؤكدة على دور الخط وحركته للوصول إلى نغمات إيقاعية جميلة.