تتواصل هذه الأيام اختبارات القدرات (القياس) التي يخضع لها عشرات الآلاف من الطلاب المساكين في مرحلتها الثانية لهذا العام؛ وهنا قد تحدثت كثيرًا عن سلبيات هذه الاختبارات التي قد يكون لها إيجابيات في التعليم المبني على التفكير والتحليل المنطقي. أمّا عندنا فما هي إلاّ ثلاث ساعات، قد تقتل طموح طالب سقاه لِسَنَوات!! حَسَنًا دعونا نفترض حُسن النّية، وأن هذه الاختبارات لها رسالة مهمة، وهي وضع الطلاب تحت مقاييس دقيقة موحدة، تحدد قدراتهم وميولهم الدراسية، وبالتالي يكون لها دورها الفاعل في تَحسين مخرجات التعليم العالي، والحَد من رسوب الطلاب وتسربهم من الجامعات!! فبعد ما يقارب من عشر سنوات من تطبيق اختبارات القياس هل تحققت الأهداف؟! نتائج اختبار الكفايات التي أخفق فيها الكثير من خريجي الجامعات فيها الجواب!! أعتقد أن إخفاق هذه الاختبارات في الوصول لأهدافها المزعومة له سببان: أولها: أن أغلب الطلاب يتعاملون مع هذه الاختبارات وخِيَارَات إجابتها بمبدأ (شخْتِك بَخْتِك)، ونظام (حَبْحَب) بدون سِكين، وبعض الطلاب ذكر أنهم يتبعون آلية معينة في طمس جميع الدوائر، أو تمرير الممحاة عليها؛ وأكدوا أنهم يحققون بذلك نتائج جيدة؛ ولاسيما أن التّصحيح يتمّ آليًّا!! وثانيهما: أن هذه الاختبارات تقوم بأدواتها ومكافآتها على امتصاص دماء الضعفاء؛ وكأن الدولة -أعزها الله- عاجزة أن تدفع عن أبنائها بضعة ملايين من الريالات، أو أن تقوم الشركات الكبرى برعايتها مقابل الإعلان فيها خاصة أن الفئة المستهدفة هم الشباب، وهم ضالة المؤسسات التجارية الكبيرة وقِبْلتها!! فهل يعاد النظر في هذه الاختبارات، وتتم تقييم تجربتها؛ فربما كانت النتيجة التوصية بإغلاق مركز (قِيَاس) وتسريح مسؤوليه!! وأخيرًا هَمْسَة للإخوة المتعاونين مع المركز هل تُحِسّون براحة نفسية، وربما تكون المكافأة التي تقبضونها مختطفة من قُوت أطفال جَوْعَى!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة.