سجلت سلسلة جديدة من اعمال العنف الدامية في سوريا أمس رغم مرور ستة ايام على وقف اطلاق النار، وفي ظل وجود وفد المراقبين الدوليين الذي اعلن ان مهمته تحتاج الى «وقت وبناء ثقة». وحصدت اعمال العنف المتفرقة 14 قتيلا هم سبعة عسكريين وسبعة مدنيين بينهم طفلة، وذلك في عمليات اطلاق نار وقصف مصدرها قوات النظام، وتفجيرات استهدفت قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ورأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان سوريا تقف «عند منعطف حرج» بين التقدم نحو السلام او تعميق النزاع، مؤكدة ان استمرار العنف مع انتشار المراقبين الدوليين «امر مقلق للغاية». وحذرت الرئيس السوري بشار الاسد من مزيد من الاجراءات ضده اذا اهدر «الفرصة الاخيرة»، في اشارة الى خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان ومهمة المراقبين. كما اعتبر البيت الابيض أمس ان اعمال العنف الجديدة التي سجلت في سوريا تكشف «عدم صدق» نظام الرئيس الاسد بشأن الالتزام بخطة انان ووعد بالعمل على اتخاذ اجراءات جديدة حيال ذلك. وقال المتحدث باسم الرئيس الاميركي جاي كارني «انه مؤشر جديد على عدم صدق واضح، لكنه لم يكن مستبعدا كليا من نظام الاسد عندما وعد باحترام بنود خطة انان ووقف اطلاق النار وسحب» القوات المسلحة. ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الاسد الى اعادة الدبابات الى ثكناتها لاثبات انه يطبق تماما خطة مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان لوقف العنف. وقال اردوغان في مؤتمر صحافي بثه تلفزيون «ان تي في» الاخباري الخاص «اذا لم تعد الدبابات الى ثكناتها، لا نستطيع ان نقول ان خطة السلام المؤلفة من ست نقاط تطبق». وذكر دبلوماسيون في مقر الاممالمتحدة في نيويورك ان الشروط لم تتوفر بعد لتمكين طليعة المراقبين التابعين للامم المتحدة الذين وصلوا الى سوريا الاحد من القيام بعملهم في مراقبة وقف اطلاق النار. ويطالب قرار مجلس الامن 2042 الذي صدر السبت الماضي الحكومة السورية بضمان حرية حركة المراقبين وعدم التدخل في اتصالاتهم والالتزام بوقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الخميس. واكد رئيس وفد المراقبين الدوليين الى سوريا الكولونيل احمد حميش أمس ان اتمام مهمة بعثة المراقبين يحتاج الى وقت وبناء الثقة مع جميع الاطراف في البلاد. وقال للصحافيين لدى عودته الى الفندق الذي ينزل فيه المراقبون في دمشق ان «مهمتنا تقضي باقامة ارتباط مع الحكومة السورية والقوى الامنية السورية ومع الاطراف الاخرى كذلك. وللقيام بها، نحتاج الى الوقت والى بناء الثقة مع كل الاطراف من اجل انجاز المهمة». وشهد المراقبون أمس حادث اطلاق نار خلال زيارتهم بلدة عربين في ريف دمشق، ما تسبب بموجة ذعر بين متظاهرين في المكان، بحسب ما اظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» الالكتروني. ويسمع في الشريط صوت اطلاق رصاص خلال تجمع الحشود حول سيارتين تحملان شارتي الاممالمتحدة، فيصاب الناس بالذعر ويبدأون بالفرار، بينما يحاول بعضهم الاختباء وراء السيارتين اللتين تقلعان بسرعة وتغادران المكان. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام اطلقت النار على التظاهرة ما تسبب باصابة ثمانية اشخاص بجروح. وبث ناشطون مقاطع عدة مصورة للتظاهرة في عربين يظهر احدها سيارة بيضاء رباعية الدفع تحمل شارة الاممالمتحدة وقد تجمع حولها وفي الشارع الذي توقفت فيه مئات الاشخاص وهم يهتفون «الشعب يريد تسليح الجيش الحر». ويشاهد رئيس الفريق الدولي احمد حميش متجها الى السيارة سيرا، بينما الناس يحيطون به ويحاولون اعتراضه ويتحدثون اليه، من دون ان يرد عليهم. وعلق بعضهم على السيارة لافتة كتب عليها «السفاح مستمر بالقتل المراقبون مستمرون بالمراقبة والشعب مستمر بثورته». وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق في بيان ان قوات النظام اقدمت على «سحب دباباتها من مدينة عربين تزامنا مع قدوم اللجنة الدولية الى المدينة». واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أمس ان «المحادثات التي جرت بين الحكومة ووفد المراقبين في دمشق كانت بناءة»، واسفرت عن «الاتفاق على نحو 90 بالمئة من بنود البروتوكول» الذي ينظم عمل المراقبين. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان 14 وزير خارجية سيصلون اليوم الخميس الى باريس للمشاركة في اجتماع دولي يتناول الوضع في سوريا بدعوة من وزير الخارجية الان جوبيه. في انقرة، افاد مصدر دبلوماسي تركي ان تركيا اعترضت سفينة شحن ترفع علم انتيغوا وبرمودا يشتبه بانها تنقل اسلحة الى سوريا وستقوم السلطات التركية بتفتيشها في وقت لاحق في خليج اسكندرون (جنوب). وفي موازاة اعمال العنف في سوريا، خرجت الاربعاء سلسلة تظاهرات تندد باستمرار العنف وتطالب باسقاط النظام، ابرزها في الركايا والتمانغة وجبل الزاوية في ادلب (شمال غرب)، وفي بلدتي انخل وإبطع في محافظة درعا (جنوب)، وفي حلب (شمال)، ودمشق، ودير الزور (شرق) وغيرها من المناطق.