تعرضت بعثة المراقبين الدوليين في سورية لامتحان صعب أمس، بعد إطلاق جنود نظام الأسد النار على تظاهرة نظمها أبناء بلدة عربين بريف دمشق خلال وجود البعثة ورئيسها العقيد المغربي أحمد حميش في البلدة. ------------------------------------------------------------------------ واصل فريق المراقبين الدوليين مهمته في سورية أمس لليوم الثالث على التوالي، فيما استمرت الخروقات الأمنية لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل قوات الرئيس بشار الأسد، بالتزامن مع تصريحات من قبل وزير خارجيته وليد المعلم في الصين هدفها التلاعب بمستقبل البعثة، إذ سخر من طلب تزويد المراقبين بالطائرات، واضعا الشروط في اختيار عناصر البعثة. وقال رئيس الفريق العقيد المغربي أحمد حميش للصحفيين لدى مغادرته مع أعضاء الفريق الآخرين الفندق الذي ينزلون فيه في دمشق "بموجب الفقرة السابعة من القرار 2042، مهمتي هي مهمة تقنية، مهمة تخطيط، مهمة ربط ارتباط مع المسؤولين ومع جهات أخرى". ومن المنتظر أن يتم تعزيز بعثة المراقبين ليصل عدد أعضائها إلى نحو 250، إلا أنه للمضي قدما في هذه الخطوة لا بد من قرار جديد من مجلس الأمن. وكشف حميش أن عدد أعضاء الفريق ارتفع ليصل إلى سبعة. وأضاف "خلال يومين سيرتفع أكثر، كي نصل إلى 30 قريبا". وأضاف ردا على سؤال عن عمل الفريق الصغير "نحن لا نتكلم في العمليات التي سنقوم بها". وفي الدوحة بحث رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم أمس مع المبعوث المشترك إلى سورية كوفي عنان، التطورات وضرورة التزام النظام السوري ببنود خطة عنان وإنهاء جميع عمليات العنف وقتل المدنيين، كما تم التأكيد على وجوب وضع حد للوضع المأساوي في سورية وانتهاك حقوق الإنسان وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها. أما في موسكو فقد اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف المعارضة السورية المسلحة بأنها تسعى إلى إثارة أعمال عنف لإفشال خطة عنان. وتجمع أمس مئات السوريين في بلدة عربين في ريف دمشق لملاقاة وفد المراقبين الدوليين الذي زار المنطقة، بحسب ما أظهرت مقاطع عديدة من شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الإنترنت. وقال ناشطون إن التظاهرة تعرضت لإطلاق نار من قوات النظام خلال وجود المراقبين، وأظهر الشريط المتظاهرين يتفرقون ويركضون بسرعة فيما تسمع في الخلفية أصوات إطلاق رصاص، من دون مشاهدة أي أثر لوفد المراقبين. إلا أن شريطا آخر أظهر سيارة بيضاء رباعية الدفع تحمل شارة الأممالمتحدة وقد تجمع حولها وفي الشارع الذي توقفت فيه مئات الأشخاص وهم يهتفون "الشعب يريد تسليح الجيش الحر" و"لا روسيا ولا الصين معنا رب العالمين". وفي مقطع آخر، يشاهد رئيس الفريق حميش مترجلا ومتجها إلى سيارة الأممالمتحدة، بينما الناس يحيطون به ويحاولون اعتراضه ويتحدثون إليه، من دون أن يرد عليهم. ثم يصعد حميش في السيارة التي تلتصق بها الحشود وبينهم من يحمل "أعلام الثورة" ويصر على التكلم مع المراقبين. وألصق المتظاهرون ورقة كبيرة زهرية اللون على السيارة من الخلف كتب عليها "السفاح مستمر بالقتل المراقبون مستمرون بالمراقبة والشعب مستمر بثورته". وكان مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أصدر بيانا أعلن فيه أن قوات النظام أقدمت على "سحب دباباتها من مدينة عربين تزامنا مع قدوم اللجنة الدولية إلى المدينة". وذكر أن أهالي عربين علموا بقدوم وفد المراقبين "فأغلقوا محالهم وتوجهوا إلى منطقة المسجد الكبير حيث اللجنة وقاموا بتظاهرة حاشدة جدا، فجن جنون الأمن الذي بدأ بإطلاق النار"، بحسب البيان. وفي موازاة أعمال العنف، خرجت سلسلة تظاهرات أمس تندد باستمرار العنف وتطالب بإسقاط النظام أبرزها في بلدتي الركايا والتمانغة في إدلب. كما سارت تظاهرة طلابية في حي المنصور في دمشق، وأخرى في التل في ريف دمشق. وشهدت مدينة حلب تظاهرة في حي الإذاعة "تهتف للشهداء وإسقاط النظام المجرم".