دخلت خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان حيز التنفيذ نظريا اعتبارا من صباح أمس. لكن مثلما كان متوقعا، لم يلتزم النظام السوري بتطبيقها، إذ أبلغ عنان مجلس الأمن الدولي بأن دمشق لم تلتزم بالكامل بالخطة ودعا الى سرعة نشر قوة من الاممالمتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار، مؤكدا أن الهدنة الهشة تحتاج الى الدعم وسرعة نشر المجموعة الاولى من المراقبين غير المسلحين للتحقق من تنفيذ خطته المكونة من ست نقاط، على أن يتم نشر المجموعة الثانية في وقت لاحق. وقالت السفيرة الامريكية في الاممالمتحدة سوزان رايس رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي في تصريحات للصحافيين عقب اجتماع مغلق للمجلس أمس إن عنان أكد ان ما حدث أمس لا يمثل التزاما كاملا من جانب الحكومة السورية، حيث ما زالت الاسلحة موجودة داخل المراكز السكانية وحولها، وشدد على ضرورة عودة القوات السورية والمدرعات الى ثكناتها فورا. وكان عنان قال في بيان أصدره في وقت سابق أمس إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيطلب من مجلس الامن الموافقة على نشر بعثة مراقبة دولية في أسرع وقت ممكن، معتبرا أن ذلك سيسمح له بالتحرك بسرعة لبدء حوار سياسي جاد يتعلق بهموم وتطلعات الشعب السوري. ومن جانبه، أعلن مون في مؤتمر صحافي أن الجنرال النروجي روبرت مود سيصل الى دمشق اليوم على رأس فريق فني للإعداد لوصول المراقبين الدوليين المكلفين التحقق من وقف اطلاق النار. وقال انه يأمل التمكن من ارسال المراقبين في اسرع وقت ممكن، داعيا مجلس الامن الى اتخاذ موقف موحد والموافقة على بعثة المراقبين. وللتأكيد على دعم روسيا لخطة عنان قال المندوب الروسي في الاممالمتحدة فيتالي تشوركين ان مجلس الامن الدولي قد يصدر اليوم قرارا بارسال قوة مراقبة دولية الى سوريا تستطيع بدء العمل الاسبوع المقبل. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان بلاده تملك قرائن على قيام نظام الرئيس بشار الاسد بارتكاب جرائم ضد الانسانية، تتيح اللجوء الى القضاء الدولي. كما اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان النظام السوري لم يلتزم بوقف اطلاق النار وبخطة عنان لوقف العنف في سوريا. وقال «يجب سحب الدبابات من المدن لاستعادة الثقة بين السوريين». وفي سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان وقف اطلاق النار في سوريا خطوة مهمة اذا تم تنفيذه، لكنها مجرد عنصر واحد في خطة عنان. وفيما دعت المعارضة السورية الى تنظيم تظاهرات حاشدة اليوم، أعلن النظام أن أية تظاهرة لا بد ان تحصل على تصريح مسبق، ما يشير الى أن قواته ستتصدى للمتظاهرين. وتحدثت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني عن معلومات حول مقتل العشرات بعد بدء تطبيق وقف النار، واعتقالات في حلب وحمص ودرعا.