يعد الفن الرقمي أحد الأساليب الحديثة التي عرفتها الساحة التشكيلية في المملكة العربية السعودية في مختلف الفنون البصرية، حيث يتجاوز فيه المتعاملون مع هذا الفن الوسائل التقليدية في الرسم، إلى الممارسة بلغة العصر التي تقدمها التقنية الحديثة في برامج الرسم والتصميم والتصوير الحاسوبية ذات البعدين أو الثلاثة أبعاد الثابتة والمتحركة، فتستبدل اللوحة بالشاشة، والفرشاة العادية بالفارة والفرشاة الإلكترونية أو القلم الضوئي، ويعبر الفنان من خلالها عن أحاسيس ومشاعر تتوافق مع القيم التشكيلية.. وقد جوبه هذا الفن بغير قليل من الرفض في بدايته غير أنه استطاع أن يجد له مكانًا في الساحة التشكيلية، وحضورًا في المعارض المختلفة، وقبولاً لدى المتلقي.. بداية الإنشاء وتعدّى الأمر عند خمس فنانات سعوديات من مجرد المشاركة والتعامل مع هذا الفن الحديث، إلى تكوين جماعة حملت اسم «مجموعة الفن الرقمي»، هؤلاء الخمس فنانات وهن منال الرويشد، وهناء الشبلي، وهدى الرويس، وعائشة الحارثي، وفوزية المطيري، جميعهن حاصلات على حاصلات على مؤهلات عالية بين تخصصي التصميم والتصوير الفني، أسسن هذه المجموعة وانتخبن الفنانة منال الرويشد رئيسة لهن.. وكان دافع العضوات الخمس لإنشاء هذه المجموعة رغبتهن في مواكبة تطور التقنية في العالم والاهتمام ببرامج الحاسب الآلي في مجال الرسم والتصميم مما شجع عضوات المجموعة لمواكبة العصر والاستفادة من التقنية والتعبير الفني من خلال برامج الحاسب الآلي كلغة للعصر، بجانب رغبتهن في انتهاج الجدة والابتكار لتطوير مستوى أدائهن بممارسة برامج الحاسب الآلي، والتحدي الذي واجه الفنانات عند إقامة معارض أو مسابقات فنية باستبعاد لوحاتهن من المعارض أو إقصائها من التحكيم في المسابقات الفنية إما بقسوة واستهجان أو الاعتذار بأنه لا يوجد عضو في اللجنة متخصص بالفن الرقمي يستطيع الحكم عليها.. كذلك لما لاحظنه من ندرة العرض لأعمال رقمية في المعارض الفنية لأسباب بعضها يتعلق بالفنان وبعضها بأصحاب القرار وبعضها بالوسط التشكيلي من فنانين وإعلاميين ونقاد وهم في الغالب لا يرون أنه فن يصل إلى مصاف العمل اليدوي التقليدي فيكتفي بها في المنتديات ومواقع الانترنت.. لكل هذه الدوافع والأسباب رأين أنه لابد من اتخاذ خطوة جريئة لتقديم هذا الفن للمجتمع التشكيلي كفن عالمي معروف منذ أكثر من خمسين سنة تقام له معارض وملتقيات ومسابقات عالمية وله متاحف ومتذوقون ومهتمون بينما في المملكة مازال هناك من يجهل التعامل مع اللوحة الرقمية، وعليه شكلت المجموعة من فنانات تشكيليات لهن خبرة وتاريخ فني تسبق خبرتهن بالفن الرقمي ومتخصصات علميا بالمجال للتثقيف نحو هذا الفن وللتعريف بأن ممارسته لا تقلل من قيمة الفن اليدوي وإنما هو امتداد مما يسهل على جيل اليوم الاستفادة من تعبيراته وممارسته لبرامج الحاسب الآلي بإنتاج اللوحة التشكيلية الرقمية. الانطلاقة الفعلية وعلى ذلك مضين، حيث عقدن أول اجتماع للمجموعة عام 2008م وتم اتفاق العضوات على تشكيل المجموعة، ويعد يوم افتتاح المعرض التشكيلي الأول «إشكاليات إنسان» يوم الأحد 15جمادي الأول 1430ه الموافق 10 مايو 2009م هو بداية الانطلاقة الفعلية للمجموعة بناء على الموافقة الرسمية المدونة في سجلات وزارة الثقافة والإعلام وكالة الشؤون الثقافية، وقد أقيم المعرض في المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض ومن هناك انطلقت المجموعة في الساحة الثقافية التشكيلية السعودية. لتغدو مجموعة الفن الرقمي إحدى المجموعات التشكيلية في المملكة العربية السعودية التي تهدف لرعاية الفن التشكيلي، وهي مجموعة مستقلة بذاتها من حيث الإدارة والنشاطات والبرامج مع الاعتماد على التمويل الذاتي لتقديم الفنون الرقمية ذات البعدين أو الثلاثة أبعاد المتحركة والثابتة للإسهام في تنوع الخبرات التشكيلية في المملكة. كما أنها تعتمد على إنتاج فني تقني للوحات تشكيلية باستخدام برامج الحاسب الآلي في الوقت الحالي. بمختلف اتجاهات الأداء التجريدية أو السريالية أو التعبيرية والواقعية في بناء صفري للوحة، أو الاستفادة من الإمكانات المتاحة للصور الفوتوغرافية والرسوم السابقة للفنانة. أهداف عديدة وقد صاغت المجموعة لنفسها حزمة من الأهداف سعت لتحقيقها، ومن بين هذه الأهداف: النهوض بالحركة التشكيلية بلغة العصر من خلال برامج الحاسب الآلي للرسم والتصوير والتصميم، وإنتاج أعمال فنية ولوحات تشكيلية اعتمادًا على الحاسب الآلي وبرامجه الخاصة بالرسم ومعالجة الصور من أجل دعم هذا الاتجاه في الفن التشكيلي السعودي الحديث، وإقامة المعارض التشكيلية الرقمية داخل وخارج المملك، والتدريب على مهارات الرسم والتصميم والتصوير الرقمي، وتأليف كتب وإصدارات في مجال الحركة التشكيلية، مع فتح المجال لانضمام أعضاء في مختلف أقسام الفنون الرقمية كالرسوم المتحركة والكاريكاتير والمونتاج وغيرها من الفنون التي تستخدم برامج الحاسب الآلي. خطة طموحة كما وضعت عضوات المجموعة خطة عمل لها أهداف يسعين لتحقيقها ومواجهة أي صعوبات أو معوقات لتشكيل المجموعة رسميا وتقديم الفن الرقمي ورعاية المنتسبين له.. فهناك خطة عامة تتفرع منها خطة فرعية تعتمد المجموعة في خططها على إقامة المعارض والأنشطة المنبرية وخدمة المجتمع والواعدين والواعدات في الفن التشكيلي. إقامة الأنشطة المنبرية وقد تحقق منها أمسية ثقافية بالنادي الأدبي بالرياض تسبق إقامة المعرض هدفها التعريف بالمجموعة وتقديمها للساحة التشكيلية. مع تقديم أعمال العضوات في معارض المجموعة وفق فكرة موحدة وبرؤية مشتركة تتحد العضوات في الرؤية ولكن لكل واحدة أسلوب خاص لتعبيرها. كذلك إعادة عرض المعرض وتقديم الفن الرقمي للجمهور العادي للتعريف به والالتقاء بكافة شرائح المجتمع وفئاته. داخل المنطقة أو خارجها لمناطق ومحافظات أخرى داخل المملكة ومن ثم الانطلاق الى خارج المملكة. بجانب إنشاء موقع وبريد إلكتروني لمجموعة الفن الرقمي تتواصل فيه المجموعة مع الفنانين والفنانات التشكيليات والرقميات على المستوى المحلي والعربي والعالمي ويحتوي الموقع على مجلة لأخبار المجموعة وأخبار الساحة التشكيلية مع إعداد قائمة لمجموعة بريدية إلكترونية، وتفيعل المنتديات والدردشة في الملتقى التشكيلي للمجموعة قبل تدشين الموقع رسميًا، وهذه الخطة ترتبط بتفعيل أهداف المجموعة. كما ركزت المجموعة في تفعيل خططها على طلب الاعتراف الرسمي بالمجموعة حيث سعت لطلب الدعم من وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية، وقد تم منحها الرعاية الرسمية لتحقيق أهدافها من خلال الموافقة على دعم ورعاية المعرض الأول للمجموعة. وكذلك تحديد رئيسة للمجموعة وتوزيع المهام على أعضاء المجموعة لتنفيذها وفق خطة زمنية. مشاركات خارجية وقد أسهمت المجموعة في إثراء المشهد التشكيلي بمشاركات خارجية عديدة منها: مشاركتها في المعرض الفني ضمن الأسبوع الثقافي السعودي في قطر 2010م برعاية وزارة الثقافة والإعلام، والمعرض الفني المصاحب لمهرجان الدول العربية في دولة الصين الشعبية 2010ه، والمعرض الفني المصاحب للوفد السعودي الثقافي في جمهورية كردستان2010 ه.. كما وضعت المجموعة في برامجها مزيدًا من الفعاليات سترى النور قريبًا.