برؤية جماعية تؤكد بأن الفن الرقمي أحد أساليب الفنون التشكيلية والتي تمارس بلغة العصر والتي تقدمها التقنية الحديثة في برامج الرسم والتصميم والتصوير الحاسوبية ذات البعدين أو الثلاثة أبعاد الثابتة والمتحركة فتستبدل اللوحة بالشاشة والفرشاة بالفارة ويعبر الفنان من خلالها عن أحاسيس ومشاعر تتوافق مع القيم التشكيلية لمختلف الموضوعات والقضايا؛ تنطلق في الساحة التشكيلية السعودية «جماعة الفن الرقمي» التي تعنى بتقديم مشروع فني تشكيلي لتجربة حديثة تجمع بين الفن كتعبير عن الأحاسيس والمشاعر وبين الأداء بلغة العصر باستخدام برامج الحاسب الآلي. وتعد هذه الجماعة أول جماعة رقمية تضم رائدات الفن الرقمي في المملكة لتشكيليات سعوديات بمؤهلات عالية لهن مشاركات محلية ودولية يقدمن في جديدهن تجربة ستثري الساحة الثقافية التشكيلية وتتشكل هذه الجماعة من التشكيليات: (هدى الرويس, منال الرويشد ,هناء الشبلي ,عائشة الحارثي). ذكرت ذلك التشكيلية منال الرويشد وأضافت..أن تجربة التشكيليات هنا مختلفة في مضمونها ورؤيتها عن غيرها من المشاركات لكونها تستخدم أداة ترتبط بوسائط العصر للفن الرقمي, حيث عرف في الوسط الفني التشكيلي لدى بعض (التقليدين) على أن هذا الفن يمارسه بعض الهواة والمبرمجين والحرفيين في مجال الحاسب الآلي , ولهذا لم ينسب أو يدرج كأحد اتجاهات الفن التشكيلي , وربما يعود ذلك إلى أن بعض الممارسين للفن الرقمي حاليا ليس لديهم المشاركات في الفن التشكيلي سابقا فيصعب رصد نمو تجربتهم, أو أن من يقلل من الإبداع الفني الرقمي يكون لديه أمية في استخدام الحاسب الآلي. وبذلك يواجه الفن الرقمي التقليل من مكانته وشأنه بين الإنتاج الفكري في الفنون التشكيلية لدى كثير من المثقفين رغم انتشاره في المعارض العالمية منذ خمسين سنة مضت. ولذلك تسعى الجماعة إلى التعريف بالفن الرقمي كأحد اتجاهات الفن التشكيلي السعودي وتصحيح النظرة المطلقة حول أن فن الحاسب الآلي «فن آلي يغفل دور الفنان بإضافة أحاسيسه ومشاعره». وستؤكد الجماعة على أن الصدفة والسرعة لا تعيب من قيمة الإنتاج الفكري فالإبداع الفني هو الحد الفاصل ,وترى الجماعة أن الفن الرقمي لا يلغي الفن اليدوي، ولكن يضاف له كامتداد للتطور في استخدام الخامات والأدوات، حيث كان الفنان في بداياته يصنع ألوانه ويجهز لوحاته، بينما الآن يقتنيها جاهزة بأحجام ومقاسات مختلفة والفنان الرقمي ينتج لوحاته بممارسة وبيده ولكن بتقنية تتوافق مع معطيات عصره. يذكر أن جماعة الفن الرقمي تهدف للنهوض بالحركة التشكيلية بلغة العصر من خلال برامج الحاسب الآلي للرسم والتصوير والتصميم. ومن خلال إنتاج أعمال فنية ولوحات تشكيلية اعتمادا على الحاسب الآلي وبرامجه الخاصة بالرسم ومعالجة الصور من اجل دعم هذا الاتجاه في الفن التشكيلي السعودي الحديث والمعاصر،وبإقامة المعارض التشكيلية الرقمية داخل وخارج المملكة، والسعي للتدريب على مهارات الرسم والتصميم والتصوير الرقمي، والمساهمة في حركة التأليف والنشر من خلال طرح الكتب والإصدارات الخاصة بمجال الفنون التشكيلية.