يتوقع الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان أن تلتزم الحكومة السورية والمعارضة بوقف كامل لإطلاق النار خلال 48 ساعة اعتبارًا من العاشر من أبريل، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه أمس وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 14 شخصًا في مناطق عدة في البلاد، بحسب المرصد السورى الذي وصف ما يقال عن انسحب الجيش بأنه «إعلامي» وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه: إنه غير متفائل بنجاح خطة وسيط السلام الدولي كوفي أنان لوقف القتال في سوريا واتهم الرئيس بشار الأسد بالتظاهر بالالتزام بها. وأضاف في تصريحات للصحفيين «هل نستطيع التفاؤل أم لا؟ لست متفائلا لأنني أعتقد أن بشار الأسد يخدعنا. إنه يتظاهر بقبول خطة كوفي أنان المكونة من ست نقاط بينما لا يزال يستخدم القوة في الوقت نفسه». المتحدث باسم كوفى أنان أحمد فوزي قال «ما نتوقعه في العاشر من نيسان/أبريل هو أن تكون الحكومة السورية أنهت سحب قواتها» من المدن. وأضاف «اعتبارًا من هذه اللحظة تبدأ فترة 48 ساعة سيحصل خلالها وقف كامل لجميع أشكال العنف من قبل جميع الأطراف، بما يشمل الحكومة السورية والمعارضة السورية». وأعلن المتحدث أن السوريين «يقولون: إنهم باشروا سحب قوات من بعض المناطق» كمدن درعا وإدلب والزبداني. وأوضح المتحدث «أننا بصدد التثبت» من هذه المعلومات. ولن تقوم بهذه العملية مهمة المراقبين التي وصلت سوريا أمس. وأضاف فوزي أن هؤلاء المراقبين الذين يقودهم الجنرال النروجي روبرت مود «سيبدأون مع السلطات السورية مناقشة إجراءات انتشار محتمل لمهمة الأممالمتحدة للإشراف والمراقبة». وأضاف أنه عندئذ يمكن أن تكون بعثة سلام «مستعدة» للانتشار «فور صدور قرار من مجلس الأمن». من جهة أخرى، ذكر المتحدث أن أنان سيزور طهران في 11 أبريل بدون أن يذكر أي معلومات إضافية حول هذه الزيارة ولا حول الشخصيات التي سيلتقيها في إيران. من جهتها صعدت القوات السورية عملياتها العسكرية والامنية في مناطق عدة في البلاد رغم إعلانها عن وقف هذه العمليات وانسحاب وحدات الجيش من بعض مناطق ريف دمشق كالزبداني، لكن عضو تنسيقية الزبداني عبد الله عبد الرحمن قال إن «هذا الخبر غير صحيح فالجيش ما زال يقيم حواجزه التي تقطع اوصال المدينة». وأضاف «اذا كان الجيش لديه مئتا آلية في الزبداني ونقل منها بضع اليات إلى مناطق أخرى، فهذا ليس انسحابا» مشيرًا إلى تعرض مناطق مجاورة للزبداني لقصف مدفعي.من جهته، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «لا يمكن الحديث عن انسحاب للقوات النظامية في منطقة من مناطق الريف فيما هي تواصل قصفها وعملياتها العسكرية في مناطق الريف الاخرى»، وأضاف أن «المطلوب انسحابات فعلية وليس انسحابات إعلامية»، وبالتزامن مع ذلك، وصلت تعزيزات للقوات النظامية بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس إلى دوما في ريف دمشق، بحسب عضو مجلس قيادة الثورة أحمد الخطيب. وأضاف الخطيب أن «القوات النظامية تجتاح المدن بأعداد كبيرة من الجنود والاليات وتتمركز في الشوارع الرئيسية متجنبة دخول الأحياء ولا تلبث ان تعود وتنسحب منها لتنفذ عمليات في مدن أخرى تشهد احتجاجات».وقال المرصد إن «أعمدة الدخان تتصاعد من مبنى بمحيط الجامع الكبير» لهذه المدينة التي تقع على بعد كيلومترات من المدخل الشمالي للعاصمة. وشنت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر الذي شهد الأسبوع الماضي تظاهرات واشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، مع دخول مدرعات وعربات مصفحة وانتشار كبير لقوات الأمن، بحسب المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي. وفي ريف حلب (شمال)، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي إن «الحملة العسكرية المتوقعة لإخضاع ريف حلب بدأت بقوة». وإضاف أن «الحملة بدأت ليل أمس الأول بقطع كافة وسائل الاتصال عن ريف حلب الشمالي (عندان وحريتان وبيانون ..)، ثم انطلقت التعزيزات العسكرية من محيط مدينة حلب إلى الريف». وأشار إلى «وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر وانشقاقات في صفوف الجيش النظامي»، لافتا إلى حركة نزوح كبيرة عن المناطق الساخنة.وفي ريف درعا (جنوب)، اقتحمت قوات عسكرية قرية كفرشمس وقامت بحملة مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات. وقتل مواطن في حي باب هود في حمص (وسط) وأربعة آخرون بينهم طفلان اثر قصف تعرضت له مدينة الرستن (ريف حمص). كما سقط قتيل في مدينة دوما (ريف دمشق) إثر إصابته برصاص قناصة فيما قتل شابان بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس في العاصمة إثر إطلاق القوات الأمنية الرصاص على سيارة كانت تقلهما. وقتل جنديان في استهداف سيارة عسكرية فجر الخميس في قرية النعيمة التابعة لريف درعا (جنوب)، وقتل ثلاثة عناصر من الجيش إثر استهداف سيارة عسكرية في ريف حلب (شمال). وفي ريف إدلب (شمال غرب)، سقط مقاتل من المجموعات المسلحة المنشقة إثر إصابته برصاص قناصة فجر أمس في مدينة خان شيخون، بحسب المرصد.