قال نشطون ان قتالا شرسا اندلع امس بين قوات الجيش السوري ومقاتلين معارضين في مناطق شتى من البلاد من بينها بلدة قريبة من العاصمة السورية دمشق التي من المنتظر ان يصلها فريق طليعي لحفظ السلام تابع للامم المتحدة. وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق ان الانفجارات ونيران الاسلحة الالية الثقيلة هزت دوما على بعد 12 كيلومترا فقط من دمشق. وذكر ان اعمدة الدخان تصاعدت من عدة مبان. وجاء تجدد العنف قبل وصول فريق طليعي من المنظمة الدولية الى دمشق في مسعى للتوصل الى اتفاق يسمح بنشر مراقبين لخطة وقف اطلاق النار التي وافقت عليها الحكومة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ان الجيش السوري أرسل تعزيزات الى دوما مع تواصل القتال وسط أنباء غير مؤكدة عن وقوع خسائر في الارواح بين المدنيين. وفي محافظة حلب الشمالية قرب الحدود التركية قال المرصد ان قوات الامن السورية تحاول مداهمة قريتين وانها تشتبك مع مقاتلي المعارضة منذ أكثر من ساعتين. وقال المرصد «مكبرات الصوت في المساجد دعت أفراد الجيش النظامي الى الانشقاق.» وذكر ان أربعة جنود سوريين قتلوا كما وردت تقارير عن اصابة عدد من المدنيين. وأضاف انه في محافظة إدلب القريبة قتل قناصة بالرصاص مقاتلا من المعارضة كما أصيب ثلاثة مدنيين من اطلاق النار العشوائي في بلدة خان شيخون. وأكد ناشطون أن اشتباكات عنيفة اندلعت امس بين قوات سورية ومسلحين معارضين ، وذلك قبيل انطلاق المحادثات التي سيجريها فريق من الأممالمتحدة في دمشق لبحث نشر مراقبين لوقف إطلاق النار في سورية. وقال الناشطون إن قوات النظام قصفت، واجتاحت اليوم مدينة دوما على مشارف دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات عسكرية نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة مدينة اقتحمت دوما وسط إطلاق نار كثيف وسماع أصوات انفجارات .. وتدور اشتباكات في عدة أحياء من المدينة مع مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة ، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مبنى بمحيط الجامع الكبير». وفي حلب ، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في محيط بلدتي عندان وحريتان ، كما قتل ثلاثة من عناصر الجيش النظامي اثر استهداف سيارة عسكرية في ريف حلب الشمالي. وفي إدلب ، واصلت القوات النظامية امس قصف عدة مناطق بالقرب من الحدود مع تركيا. وأكد جهاد مقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية أن الفريق الدولي المؤلف من خمسة أفراد سيلتقي مسؤولين سوريين لبحث تنفيذ خطة السلام التي وضعها كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا. كما قامت القوات السورية امس بحملات مداهمة في عدد من المناطق السورية وسقط شابان في العاصمة برصاصها، فيما اسفرت مواجهات بين القوات النظامية ومنشقين عن مقتل خمسة جنود ومنشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ففي العاصمة، قتل شابان في حي كفرسوسة بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس اثر اطلاق القوات الامنية الرصاص على سيارة كانت تنقلهما. وفي ريف دمشق، وصلت تعزيزات عسكرية صباح امس الى دوما تضم دبابات وناقلات جند مدرعة فيما استمر القصف والاشتباكات العنيفة وسط اطلاق نار كثيف وسماع اصوات انفجارات. واضاف المرصد ان القوات النظامية «تشتبك الان في عدة احياء من المدينة مع مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة» لافتا الى ان «اعمدة الدخان تتصاعد من مبنى بمحيط الجامع الكبير» للمدينة التي تقع على بعد كيلومترات من المدخل الشمالي للعاصمة. واشار المرصد الى انباء عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين اثر استخدام الرشاشات الثيقلة من قبل القوات العسكرية النظامية وعن اعطاب ناقلة جند مدرعة. وفي ريف حلب (شمال)، ذكر المرصد ان اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر امس بين القوات السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في محيط بلدتي عندان وحريتان. واستمرت الاشتباكات والقصف على مداخل بلدة عندان التي تعرضت لقصف بالقذائف في ظل محاولة القوات العسكرية السورية اقتحامها. وفي ريف درعا (جنوب)، اقتحمت قوات عسكرية قرية كفرشمس وقامت بحملة مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات فيما تم استهداف سيارة عسكرية في قرية النعيمة بعد منتصف الليل ما ادى الى مقتل جنديين على الاقل من ركابها، بحسب المرصد. وفي ريف ادلب (شمال غرب)، سقط مقاتل من المجموعات المسلحة المنشقة اثر اصابته برصاص قناصة فجر امس في مدينة خان شيخون. واعربت الولاياتالمتحدة الاربعاء عن اسفها ل»تصاعد حدة» القصف المدفعي في سوريا، رغم الاتفاق الذي تضمن وقفا للعمليات العسكرية وسحبا للاليات من التجمعات السكانية. واودت اعمال العنف بحياة نحو 170 شخصا منذ يوم الاثنين الذي اعلن فيه عن موافقة دمشق على تطبيق خطة المبعوث الخاص كوفي عنان «فورا». وتقضي خطة عنان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الاممالمتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.