شدّد المستشار الأسري عبد الرحمن القراش على أن أخطر مشكلة تواجهها الأسرة هى انتقال المشاكل من حيز المنزل إلى بيت الأهل فقال:"أخطر ما يهدد الحياة الزوجية، ويؤثر على استقرارها هو انتقال مشكلات الزوجين خارج أسوار المنزل، وخاصة إلى الأهل، فكل طرف سيتحيز لابنه أو ابنته ويتحول الموضوع من خلاف بين الزوجين إلى صراع عائلي. وعرض بعض الأشكال التي ترفع معدل المشاكل بين الزوجين ومنها:" إنفاق الأب على أسرة ابنه أو السكن مع أهل الزوج أو أهل الزوجة في منزل واحد أو الشخصية الضعيفة لدى كل من الزوج أو الزوجة أو أن يكون الزوجان من الأقارب أو يكون لديهم فهم خاطئ لبر الوالدين" لذلك يجب على الزوجين منذ البداية الاتفاق المسبق على سياسة التعامل مع الأهل من خلال رسم حدود العلاقة بين كل من الزوجين وأهلهما من جهة، والاتفاق على الأمور أو المشاكل التي لا يجب على أحد أن يتدخل فيها . وشدد على عدم إدخال الأهل في تفاصيل الحياة الزوجية اليومية، وقال:"ونصيحتي لأخي الرجل الذي يسكن مع أهله في منزل واحد أن يوازن في تعامله بين زوجته وأهله من جهة وبين شعورها بالخصوصية من جهة أخرى فيستحسن أن يقتني الزوج قسما خاصا مستقلا في بيت أهله وأن يخصص فيه الأغراض والأشياء التي يمكن للزوجة التصرف بها لكي تشعر ببعض الاستقلالية "فيقع على الزوج العبء الكبير للحد من تدخل الأهل وفي المحافظة على الخصوصية في العلاقة لأن الزوجة قد ضحت من اجل الرجل وقبلت بالسكن معهم فيجب عليه أن يقابل ذلك بالتقدير ". وقال انه مع بداية الحياة الزوجية، يجب أن يتفق الزوجان على المواضيع التي يمكن نقاشها أمام الأهل كما ينبغي أن يعمل كل طرف على تحسين صورة الطرف الآخر عند أهله من خلال المصالحة والتسامح والتغاضي عن الأخطاء والمعاملة الحسنة وغيرها من فن العلاقات الإنسانية كما يجب عليهما فهم أمر مهم وهو أنه لا يوجد من يحل لهما خلافاتهما غيرهما لذا ينبغي عدم تدخل الأهل والأقارب في أي مشكلة تحدث بين الزوجين إلاّ إذا اقتضت الضرورة. وأوضح انه ليس للأهل التدخل إلا بعد أن يصعب على الزوجين حل مشكلتهما وفي حالة الخوف من وقوع الطلاق ينفّذ قوله تعالى: " فإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما" لأن كثيرا من التدخلات تكون سببا في الشقاق.