أدى انفجاران شديدان استهدفا مركزين للأمن في العاصمة السورية دمشق صباح السبت إلى سقوط قتلى وجرحى، غداة تقديم المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان تقريره الذي اعتبر فيه أن رد دمشق على مقترحاته «مخيب للآمال». ونقلت القناة الإخبارية السورية عن وزير الصحة السوري وائل الحلقي قوله إن 27 شخصًا لقوا حتفهم فيما أصيب 97 آخرين بجروح. وأعلن أنان أن فريقًا من الأممالمتحدة سيزور سوريا في عطلة نهاية الأسبوع الحالي، لإجراء محادثات مع النظام السوري حول مقترحات إنهاء العنف والسماح بدخول مساعدات إنسانية. وقال التلفزيون السوري الرسمي: «إن أحد التفجيرين اللذين نجما بحسب المؤشرات الأولى عن سيارتين مفخختين استهدف إدارة الأمن الجنائي في دوار الجمارك» بينما «استهدف الإنفجار في المنطقة الواصلة بين شارع بغداد وحي القصاع إدارة المخابرات الجوية». من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منهك «إن عددًا من عناصر الأمن سقطوا بين قتيل وجريح» في الانفجارين»، موضحًا أن «المعلومات تشير إلى استهداف فرع الأمن الجنائي والمخابرات الجوية». وقال الناشط في تنسيقيات دمشق أبو مهند المزي في اتصال مع وكالة «فرانس برس»: «إن الانفجار الأول وقع عند السابعة والنصف من السبت وبعد دقائق وقع الانفجار الثاني وهو الأضخم». وأضاف: «شاهدنا الدخان ينبعث من اتجاه ساحة الجمارك القريبة من ساحة الأمويين» في وسط دمشق. وبث التلفزيون السوري في وقت لاحق صورًا لأشلاء وسيارات محترقة ودمار في الأبنية ودخان ينبعث من محيط موقعي الانفجارين. وبث مشاهد من مستشفى الهلال الأحمر يظهر فيه جرحى مدنيون أصيبوا في الانفجار. وقال أحد الأطباء للتلفزيون «تلقينا نحو أربعين إصابة بين جروح وكسور ورضوض». وأكد أحد المصابين أن «الانفجار كان قويًا جدًا جدًا. كل شيء سقط في البيت على الارض (...) والزجاج سقط عليّ وعلى زوجتي». ووقعت انفجارات عدة في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس 2011 وتبادل النظام و المعارضة الاتهام بالمسؤولية عنها. وفي ريف حلب (شمال) قتل شرطيان وأصيب ثلاثة عناصر آخرون برصاص «مسلحين مجهولين» السبت، بحسب ما أفاد المرصد. وقال المرصد في بيان «قتل شرطيان وجرح ثلاثة من عناصر قسم شرطة حريتان إثر هجوم نفذه مسلحون مجهولون فجر السبت على قسم الشرطة في بلدة حريتان». وفي درعا (جنوب) عثر صباح أمس على جثة تعود لمواطن «كانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلته قبل أيام» في قرية غباغب في ريف درعا التي «اقتحمتها قوات عسكرية أمنية مشتركة بالتزامن مع سماع إطلاق رصاص»، وفقا للمرصد. وفي الرقة (شمال شرق)، خرجت تظاهرة حاشدة لتشييع قتلى سقطوا برصاص الأمن خلال التظاهرات الكبرى التي جابت شوارع المدينة أمس، بحسب ما أظهرت مقاطع بثها ناشطون. وقال المرصد «أصيب سبعة مواطنين بجروح إثر إطلاق النار من قبل قوات الأمن السورية على مشييعي مواطنين اثنين استشهدا أمس الأول إثر إطلاق النار من قبل قوات الأمن السورية بعد تظاهرة حاشدة حاول على إثرها بعض الشبان إزالة نصب تذكاري للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد تبعتها اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة». دبلوماسيا، عرض الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الجمعة امام مجلس الامن الدولي نتائج زيارته لسوريا في نهاية الاسبوع الماضي. ووصف ردود دمشق على مقترحاته بشان حل الازمة السورية بانها «مخيبة للامال»، داعيا مجلس الامن الدولي الى الوحدة للضغط على دمشق، كما افاد دبلوماسيون. وقال انان متوجها الى اعضاء مجلس الامن الدولي عبر الدائرة المغلقة من جنيف انه «يواصل النقاش على الرغم من الردود المخيبة للامال حتى الان» وان «مقترحاته الواردة في ست نقاط» تبقى مطروحة على البحث. واعلن السفير السوري لدى الاممالمتحدةبشار جعفري الجمعة ان الخبراء الذين قرر الموفد الدولي كوفي انان ايفادهم الى دمشق لبحث امكان تشكيل بعثة مراقبين في سوريا سيصلون الى العاصمة السورية اليوم الاحد.