بعضهم يتصدرون المهرجانات العالمية والمحلية، ويقتنصون أثمن الجوائز وأرفعها.. وهناك من بينهم مبدعون حقيقيون ولكن لا حظ لهم في الشهرة، فلا أحد يهتم بهم أو يدعوهم لمهرجانات عالمية مكانهم المدرجات.. إنه حال المنشدين اليوم ففريق "أكل الجو" وآخر ينتحت في خشاش الأرض.. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل المنشدون المعروفون سيبقون دومًا في واجهة المحافل والمهرجانات ويبقى أصحاب الحظ التعيس في مقاعد المتفرجين؟ بداية أوضح المنشد عبدالسلام الفواز أن تنظيم الحفلات أو المهرجانات يعتمد بالدرجة الأولى على حضور الجمهور ورضاهم، وقال: المنظمون لا يختارون منشدين على ذوقهم الخاص، بل حسب رغبة الجمهور الحاضر، وما يريدونه ويطالبون به في الحفلات، فهذه الحفلات كفيلة بنجاح الاثنين معًا عند إبراز الحفل بالصورة اللائقة، وإعطاء الفرصة للمنشد الصاعد، لذلك على المنشدين الصاعدين أن يطرحوا أسماءهم على القنوات الفضائية والمنتديات المهتمة بهذا المجال؛ كي يتم ترشيحهم من قبل الجمهور وبذلك تحقق أهداف الجميع "المنشد والجمهور ومسؤول التنظيم". صناعة النجوم وبدوره يجد المدير العام لشبكة بسملة الإنشادية عمر الجندي عذرًا لمنظمي المهرجانات الكبرى في جلبهم لكبار المنشدين في المهرجانات التي تنظم لأسباب عدة، منها نجومية المنشد وبالتالي إقبال الجمهور على الحفل. وقال: المنظمون والإعلام لهم صورة مسبقة واضحة عن الجمهور؛ ولذلك يفكر منظمو أغلب المهرجانات في الاستفادة من منشد له قاعدة جماهيرية كبيرة نسبيًا، على أن يغامر بمنشد صاعد قد يكون ضعيف الأداء ولا يتقبله الجمهور ولا يكون أداؤه بالشكل المطلوب على المسرح. وأضاف :"لكني أختلف مع هذه الرؤية؛ لأن المنافذ الجماهيرية والإعلامية عليها أن تصنع النجم، إضافة للاستفادة من النجوم الموجودة". واستدرك قائلًا: أنا لا ألقي اللوم على من يقومون بتنظيم المهرجانات، فالأمر متشابك ويتعلق بالعديد من الجوانب التي يستطيع المنشد أن يلعب فيها دورًا رئيسًا كي يكون مؤهلًا للوقوف على المسرح وإبراز صورة فنية متكاملة نستطيع من خلالها أن نسمّيه مقتدرًا، ولا ننسى أن خبرة الصوت على المسرح تلعب الدور الأكبر في جودة الأداء. من جانبه التمس المنظم لعدة مهرجانات المهندس ماهر الزهراني العذر لمنظمي الحفلات الذين يقومون بهذا الأمر، و قال: من أهم مقاييس نجاح المهرجان الحضور الجماهيري، وهو لا يأتي إلا مع كبار المنشدين، وليتحقق الإنصاف فهناك العديد من المهرجانات التي يكون للمنشدين الصاعدين مشاركات مع كبار المنشدين. وفي ذات السياق أضاف الزهراني قائلًا: أحبذ أن تكون أغلب المشاركات بالمهرجانات لكبار المنشدين، وأن تكون هناك فرصة لمنشد أو منشدين للمشاركة حتى يكون للكبار دور في إبراز المواهب الصاعدة التي تستحق أن تظهر للساحة. وعن نجاح المهرجانات والحفلات المهتمة بهذا الجانب، أوضح الزهراني أن اسم المنشد وكذلك أداءه من أسباب نجاح المهرجان، فأداء المنشد يأتي أولًا ويليه اسمه، مستطردًا بقوله: المنشدون الصاعدون وبعض الفرق الإنشادية كان لها نصيب لا بأس به من الحفلات التي شاركت شخصيًا بتنظيمها أو كنت من المساهمين فيها. أما الشاب صالح حمدان المهتم بالجانب الإنشادي فقد بين أن الحكم العام على المهرجانات الإنشادية عسير جدًا، فمن الصعوبة اختزالها في نطاق واحد، وقال: هناك مهرجانات حقيقية يقوم فيها المنشد بالأداء فعلًا على المسرح أمام الجمهور، وفي مثل هذه الحالات يكون الاعتماد على منشد يملك القدرات التي تمكنه من ذلك، ومن العسير على المنشد الصاعد أن يقوم بهذا العمل بأداء متقن، والمخاطرة بموهبة المنشد قد تؤدي لفشل المهرجان، مما يكون لها تأثير سلبي بالغ على المنشد. وأوضح حمدان إن المهرجانات التي تعتمد على التسجيل فليس هنالك داعٍ للاحتكار، بل لابد من تقديم أفضل الأعمال المتناسبة مع المهرجان، وإن كانت من منشد صاعد، وبالتالي من المفترض مساعدته والرقي به، لكن الزخم الإعلامي للمهرجان قد يتضاءل، والمنظمون في النهاية بحاجة للحصول على الغاية من المهرجان، وهي التجمع الجماهيري. وأشار إلى أن هناك بعض المنشدين الصاعدين عندما أتيحت لهم الفرصة قدموا فنًا رائعًا وممتعًا للجماهير فاشتهروا به. وأضاف: في السابق كان بعض كبار المنشدين يساهمون في بناء مواهب جديدة على المسرح بعد إعجاب الأستوديو بها، هكذا وجدنا صغار المنشدين يقومون بأعمال مشتركة مع منشدين لامعين، يغطون هفواتهم على المسرح، ويعطون زخمًا إعلاميًا للمنشد الصاعد، واستمرار هذا الأمر كفيل بالارتقاء ببعض المنشدين الصاعدين، إضافة لذلك فالمهرجانات التي تقدم أعمالًا مسجلة يفترض بها أن تطعِّم المهرجان بأسماء صاعدة ولو قليلة، تصعد على المسرح وتقابل الجمهور؛ لتعتاد على الأداء العلني.