يلف انتباه المتابع للساحة الإنشادية ظفر المنشدين المتربعين على عرش الإنشاد بنصيب الأسد من الحفلات الكبرى، فهم الأكثر قدرة وخبرة من غيرهم على إطراب الحضور وإمتاعهم، ودائما ما يقنع المنشدين الصاعدين بمقعد المشاهد في هذه الحفلات، ويرجع هذا الإخلال بأنصبة المنشدين وحظوظهم من الحفلات الكبرى إلى سلوك منظمي الحفلات، الذين يفضلون دائماً الاستعانة بالمشهورين وراسخي القدم في الإنشاد بديلاً عن الأجيال الناهضة، لدواعي ترتبط بالحرص على نجاح الحفلات والخروج بأعلى مستوى من الأداء، الأمر الذي قد يصيب بعض المنشدين الصاعدين بالإحباط نتيجة القلق على أوضاعهم، "الرسالة" ناقشت الأمر بعض المنشدين والمتابعين فأدلوا بالآراء التالية : من جانبه أوضح المنشد علي عويس أن المجال الإنشادي يضم أصواتا إنشادية رائعة تستحق الاهتمام، وأضاف كثير من المنشدين الصاعدين يحملون أصوات جميلة، وإبداع في الأداء قد يفوق أداء بعض المنشدين القدامى، وهذه الأصوات الإبداعية لم تجد مَن يتبنّاها ويهتم بها، كما أنها تفتقد إلى كثير من الدعم المعنوي، خصوصًا من القنوات الإعلامية المهتمة بالإنشاد. واعتبر أن تهميش المنشدين الصاعدين وسط الاهتمام الزائد بالمنشدين المعروفين يعتبر إجحافًا في حق هؤلاء المنشدين، كما أن هذا التهميش سيفتح المجال أمام المنشدين الصاعدين للجوء إلى مصادر إعلامية أخرى تهتم بهم وتعتني بإبداعاتهم ممّا يجعل بعض شركات الغناء تسحب البساط من المهتمين بالمجال الإنشادي. وأشار إلى أن بعض القنوات الإعلامية المختصة بالإنشاد حصرت بعض الأسماء الإنشادية المعروفة داخل قناتها، وجعلت منهم نجوم القناة، من غير أن تفتح لغيرهم من المنشدين الآخرين مجالاً لتقديم إبداعاتهم ليتعرف الجمهور عليهم. مؤكدًا أن فتح المجال لهؤلاء المنشدين الصاعدين سيجعل للإنشاد إمكانات قوية، بالإضافة إلى تعدد الفنانين وإمتاع الجمهور بأصوات قد تروق لهم كونها جديدة عليهم. وشدد عويس على أن حصر الإنشاد في أسماء معينة لا يخدم النشيد في شيء، كما أن ذلك يجعل الأصوات متكررة ممّا يسبب تبلدًا عند الجمهور الذي اعتاد على هذه الأصوات، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المنشدين القدامى يحتلون صدارة الإنشاد إلاَّ أن بعض الوسائل الإعلامية همّشتهم، وهذا إجحاف آخر. وأوضح أن مجرد احتكاك المنشدين الصاعدين بالمنشدين البارزين يزيد من تقوية الفن الإنشادي، وإيجاد إبداعات إنشادية وتنافس شريف بين المنشدين، فهذا الاحتكاك سيزيد من شهرة النشيد الإسلامي، ويفتح آمال المنشدين الصاعدين ليبرزوا في الساحة الإنشادية. تبني الصاعدين بيّن المهتم بمجال الإنشاد الأستاذ عمر باجسير أنه يفترض على جميع المنشدين المعروفين أن يفتحوا المجال للمنشدين الصاعدين حتى يشاركوا ويظهروا في المحافل الكبيرة، لأن هذه المشاركات هي التي ستؤسس لاستمرارهم في المستقبل ومجال الإنشاد في أمس الحاجة لمثل هذه المواقف التي ستساهم وستساعد في وقوف المنشدين الصاعدين على أرجلهم. وأوضح أن على هؤلاء المنشدين الصاعدين المحاولة بقدر الإمكان في إثبات أنفسهم وخاصة في البداية ، وعليهم البدء بالمشاركات البسيطة وعدم التسرع، لأن هذه المشاركات التي قد تكون بنظرهم غير مقنعة وستعلمهم في حقيقة الأمر كيفية التواصل مع الناس والجمهور و أثرها سيظهر عليهم جليا عند مشاركاتهم في المحافل الدولية . وطالب باجسير جميع الناس بالوقوف مع المنشد المبتدئ وعدم هضم حقه أو التعجل بالحكم عليه، وأن يتيحوا له الفرصة لأكثر من عشرة مرات حتى يكتسب الخبرة، لأن المنشد الصغير هو نواة المستقبل وهو من سيعول عليه الناس في استمرار الإنشاد ولابد أن يعطى الفرصة كاملة وألا تكون الفرص قاصرة على كبار المنشدين فقط . اقتراح المشاركة من جهته عبر المنشد سعيد بابعير أن المنشد الصاعد يحاول جاهدا أن يشارك في أي حفل كي يشدو به، ويخرج بأجمل صورة، لأنه يعتبر أن هذا الحفل له وللناس في المقام الأول بخلاف المنشدين المعروفين الذين جربوا الإنشاد في جميع المحافل الدولية والكبيرة ويكتفون بتحويل هذه المحافل إلى رصيد إضافي لهم . وأكد أنه من الخطأ قصر الحفلات الكبرى على المنشدين المعروفين ولأن ذلك يولد الملل لدى المتابعين، وطالب القائمين على هذه الحفلات الاهتمام بالمنشدين الصاعدين الذين يتوقعون بأن لهم مستقبلا وأن يعلموا بأن المنشد مثل غيره من البشر في جميع الحالات ولابد أن يعطى فرصة كي يظهر مهارته . واقترح بابعير أن يشارك المنشدون الصغار في المحافل الكبيرة من خلال أداء فقرات صغيرة حتى تنمو ثقتهم بأنفسهم يتمكنوا من الإجادة، فيما ينهض المنشدون المشهورون بالفقرات الرئيسة في الحفلة . التلاحم المطلوب وقال المتابع سعد البقمي إن الإنشاد فن لإمتاع الذائقة والجمهور وأنه فن شريف وليس فن يسطو فيه شخص على حق آخر، وأن جميع المنشدين عليهم التكاتف من أجل بعضهم البعض فالقوي عليه مساعدة الضعيف والمشهور عليه ترك المجال للمبتدئ وهنا سنرى تلاحما بين المنشدين والمتابعين وبهذا سنرى تميز فن الإنشاد كبقية الفنون في المجالات الأخرى .